وعن عبد الله بن الحارث أيضًا، عن عبد المطلب بن ربيعة رضي الله عنه قال: دخل العبَّاس رضي الله عنه على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: إنَّا لنخرج فنرى قريشًا تحدَّث، فإذا رأونا سكتوا، فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ودرَّ عرق بين عينيه، ثم قال:
"والله! لا يدخل قلب امرئٍ: مسلم إيمان حتى يُحبَّكم لله ولرسوله".
وهو عند محمد بن نصر المروزي بلفظ:"والذي نفسي بيده! لا يدخل قلب أحد الإيمان حتى يحبَّكم لله ولقرابتي ... "، الحديث. وسمَّى الصَّحابيّ المطَّلب بن ربيعة. ورويناه من طريق أبي الضُّحى، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: ... ". إلخ كلام السَّخَاويِّ.
وفي الباب أحاديث أخرى لم أذكرها خشية الإِطالة، وما ذُكِرَ يكفي للموازنة.
* * *
تسجيل أهم الملاحظات من خلال النَّصَّين السَّابقيْن:
* أولًا: كتاب "ذخائر العُقْبى" للمحبِّ الطَّبريِّ.
١ - يُلاحظ أنَّ المؤلف يُورد الحديث بدون إسناد، وإنَّما يذكر صحابيّه؛ ومعلوم ما للإسناد من الأهمية القصوى عند المحدِّثين. قال سفيان الثَّوري: "الإسناد زين الحديث" (١).
وقد تقدَّم اعتراض التَّقيّ الفاسي على المحبِّ الطَّبريِّ بأنه لو روى الأحاديث بأسانيده في الكتاب الذي أخرج منه لكان أحسن؛ ليسلم من الانتقاد.
أو لو أنه ذكر الحديث بإسنادِ المؤلف الذي أخرج الحديث من كتابه لكان أولى.
٢ - ويُلاحظ -أيضًا- أنَّ المؤلف يُورد الأحاديث دون الكلام أو التعليق عليها صحّةً، أو حسنًا، أو ضعفًا. وهذا الأمر انتقده الفاسي أيضًا -كما تقدَّم-، إذ لو أنَّ المحبَّ قال عقب تخريج الحديث: أخرجه الطَّبرانيُّ -مثلًا- بسندٍ ضعيفٍ، كما صَنَعَ غيرُ واحدٍ من المحدِّثين في بيان حكم سند الحديث الذي يريدون إخراجه؛ لكان رحمه الله سالمًا من الاعتراض والانتقاد.
(١) "أدب الإِملاء والاستملاء" للسمعاني (١/ ١١٤)، رقم (١٣).