للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فامتنعت (١)، واستمرَّتْ عبد المغيرة حتى ماتت، ولم تلدْ له ولا لعليٍّ أيضًا؛ بل ليس لزينب -رضي الله عنها- عَقِبٌ أصلًا؛ فإنَّ عليًّا ولدَها من أبي العاص -أيضًا- مات وقد ناهز الاحتلام (٢).

وقيل: إنما تزوَّج أمَامة بعد قَتْلِ عليٍّ أبو الهيَّاج بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطَّلب (٣)، لكن الأول أكثر.

ولِمَا ذَكَرْتُهُ من شَرَفِ بني هاشم وُصِفَتْ ذريّهَ العبَّاس عمِّ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- بالشَّرف؛ لكنهم يطلقونه تارةً، ويقيِّدونه أخرى، فوجدتُ الإِطلاقَ [ح ٩ / ب] في كلام غير واحد من الأئمة الحفَّاظ، وفي شيوخ فقيه المذهب النَّجم ابنِ الرِّفْعَة (٤) شخصٌ يقال له: "الشَّريف العبَّاسيّ"، مذكورٌ في الشَّافعية (٥).

قال شيخُنا -رحمه الله- في "الألقاب" (٦):

"وقد لُقِّبَ به -يعني بالشَّريف- كلُّ عبَّاسي ببغداد، وكذلك كلُّ علويٍّ بمصر".


(١) قال الزبير بن بكَّار: "خطب معاوية أمَامة بنت أبي العاص بن الربيع بعد قتل علي، فجعلت أمرها للمغيرة بن نوفل، فتوثَّق منها، ثم زوَّجها نفسَه، فمات عنده". اهـ. انظر: "الإِصابة" (٦/ ١٥٩).
(٢) انظر: "الإِصابة" (٨/ ١٥٢).
(٣) تأتي ترجمته قريبًا -بإذن الله- عند ذكر أولاد أبي سفيان بن الحارث.
(٤) هو نجم الدِّين، أبو العباس أحمد بن محمد بن علي بن مرتفع بن صارم بن الرِّفْعة، شافعي الزَّمان، وفقيه المذهب، سمع الحديث من الدَّميري، والفقه من السَّديد، والشريف العبَّاسي، من تصانيفه "المطلب في شرح الوسيط"، و"الكفاية في شرح التنبيه". مات بمصر سنة (٧١٠ هـ). "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي (٩/ ٢٤)، و"شذرات الذهب" (٦/ ٢٣).
(٥) هو الشريف عماد الدِّين العبَّاسي، كان إمامًا، عالمًا بالفروع، درَّس بالمدرسة الناصرية المجاورة للجامع العتيق بمصر فعُرفت به، أخذ عنه ابن الرفعة، ونقل عنه في "المطلب". "طبقات الشافعية"، لابن قاضي شَهْبة (٢/ ٢٠٧).
قلتُ: وهناك شخصٌ آخر متقدِّمٌ عن شيخ ابن الرِّفعة المذكور، معروف بـ (الشَّريف العبَّاسيّ) مذكورٌ في الشافعية أيضًا، وهو المظفر بن عبد الله بن أبي منصور الهاشمي العبَّاسي الواعظ. مات سنة (٦٣٤ هـ)، له ترجمة في "طبقات الشافعية الكبرى" لتاج الدِّين السُّبكي (٨/ ٣٧٣).
(٦) "نزهة الألباب في الألقاب" للحافظ ابن حجر (١/ ٣٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>