للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١ - جاء في رواية: "وشبَّك بين أصابعه".

١٢ - وفي أخرى: "إنَّ بني المطَّلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام" (١).

قال البيهقيُّ (٢) رحمه الله: "وإنَّما قال ذلك والله أعلم، لأنَّ هاشمَ (٣) بن عبد مناف أبا جدِّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوَّج امرأةً من بني النَّجَّار بالمدينة، فولدت له شيبةَ الحمدِ جدَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم تُوفِّيَ هاشم وهو مع أمِّه.

فلما تَرَعرَعَ خرج إليه عمُّه المطَّلب بن عبد مناف فأخذه من أمِّه، وقدم به مكة وهو مرادِفه على راحلته، فقيل: عَبدٌ مَلَكَةُ المطَّلب! فغلب عليه ذلك الإسم، فقيل "عبد المطَّلب".

وحين بُعث [ح ١٢/ أ] رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالرِّسالة آذاه قومه وهَمُّوا به! فقامت بنو هاشم وبنو المطَّلب مُسلمهم وكافرُهم دونه، وأَبَوْا أن يُسلِمُوه! فلمَّا عرفت سائر قريش أن لا سبيل إليه معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم كتابًا على بني هاشم


= محمد بن إسحاق قال: أخبرني الزهري، عن ابن المسيِّب، عن جبير بن مطعم به.
- وأخرجه أبو عبيد القاسم بن سلَّام في "كتاب الأموال" (ص ٤١٥)، رقم (٨٤٣)، من طريق يزيد بن هارون، عن محمد بن إسحاق به، عن الزهري به.
قال الإِمام الخطابي: " (قوله: بنو هاشم وبنو المطلب شيء واحد): يريد الحلف الذي كان بين بني هاشم وبين بني المطلب في الجاهلية". قال: "وكان يحيى بن معين يرويه: (إنما بنو هاشم وبنو المطلب سيّ واحد)، بالسين غير المعجمة، أي مثل سواء. يقال: هذا سيّ هذا، أي مثله ونظيره". انظر: "معالم السنن" للخطابي (٤/ ٢٢٠)، المطبوع بحاشية "مختصر أبي داود" للمنذري.
(١) انظر التعليق السابق.
(٢) هو الإِمام الحافظ العَلَم المتقن، أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي الخُسْرَوْجِرْدي البيهقي الشافعي. صاحب التصانيف النافعة، التي بلغت ألف جزء كما قيل. أخذ عن الحاكم، وهلال الحفَّار وعنه البغوي، وابنه إسماعيل. مات بنيسابور سنة (٤٥٨ هـ)، ثم نُقل في تابوته إلى بيْهق فدفن هناك. "سير أعلام النبلاء" (١٨/ ١٦٣)، و"شذرات الذهب" (/ ٣٠٤).
(٣) اسمه عمرو، وإنما سُمِّي هاشمًا لهَشْمِه الثريدَ لقومه بمكة، وهو أول من سنَّ الرحلتين (الشتاء والصيف) لقومه. انظر: "سيرة ابن هشام" (١/ ١٣٦)، و"الروض الأُنف" (١/ ١٥٧)، و"البداية والنهاية" (٢/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>