للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَلَمْ أسْتَطِعْهَا غيرَ أنْ قَدْ بَدا لنا ... عَشيَّةَ رَاحَتْ وجْهُها وَالمعَاصِمُ

مَعَاصِمُ لم تَضرِبْ على البَهْم بالضُّحى ... عَصَاهَا، وَوَجْهٌ لَمْ تَلُحهُ السَّمَائِمُ

نُضَارٌ تَرَى فِيها أسَارِيعَ مَائِهِ ... صُبَيْحٌ تُغَادِيهِ الأكُفُّ النَّوَاعِمُ (١)

ومن طريق أبي الحسن الأثرم قال: كان يقال لهم: "المُجِيرون" (٢)، وفيهم قيل:

يَا أيُّهَا الرَّجُلُ المُحَوِّلُ رَحْلَهُ ... هَلَّا نَزَلْتَ بِآلِ عَبْدِ مَنَافِ (٣)


(١) انظر: الأبيات في "ديوان عمر بن أبي ربيعة" (ص ٣٢٩)، شرح وتعليق عبد. أ. علي مهنا.
(٢) سُمُّوا بذلك، لأنهم أخذوا لقومهم قريش الأمانَ من ملوك الأقاليم ليدخلوا في التجارات إلى بلادهم، فكان هاشم قد أخذ أمانًا من ملوك الشام والرّوم وعسَّان، وأخذ لهم عبد شمس من النجاشي الأكبر ملك الحبشة، وأخذ لهم نوفل من الأكاسرة، وأخذ لهم المطَّلب أمانًا من ملوك حمير، قاله ابن كثير في "البداية والنهاية" (٢/ ٢٣٦).
وقال ابن قدامة: "كان يُقال لهم "المجبِّرون"، فأول من أخذ لقريش العُصْم حتى انتشروا من الحرم هاشم، أخذ لهم حبْلًا [يعني عهدًا]، من ملوك الشام، واختلفوا بذلك السبب إلى الشام وأرض الروم. وأخذ لهم عبد شمس حبْلًا من النجاشي الأكبر، واختلفوا بذلك السبب إلى أرض الحبشة. وأخذ لهم نوفل حبْلًا من الأكاسرة، واختلفوا بذلك السبب إلى العراق وأرض فارس، وأخذ لهم المطَّلب [في المطبوع: عبد المطَّلب، وهو خطأ بالطبع] حبلًا من ملوك حِمير، فاختلفوا بذلك السبب إلى اليمن، فَجبرَ الله بهم قريشًا، فسمّوهم بذلك "المجبِّرين". اهـ. انظر: "التبيين في أنساب القرشيين" (ص ١٤٩).
(٣) هذا البيت من قصيدة لمطرود بن كعب الخزاعي يمدح فيها عبد المطلب بن هاشم جدُّ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ ذكره المَرْزُباني في "معجم الشعراء" (ص ٢٥٣) وثلاثة أبيات بعده، ونسبها له، وقال: ورويت لغيره. وكذا ذكره أبو علي القالي في "كتاب الأمالي" له (١/ ٢٤١).
وبقية الأبيات:
هبِلَتْكَ أُمُّك لو نَزَلْتَ بِرَحْلِهمْ ... مَنَعوكَ من عَدَمٍ ومن إقْتَارِ
الخَالِطينَ فقيرَهم بِغَنِيِّهمْ ... حتى يعُودَ فقيرُهم كالكافي
ويُكَلِّلونَ جِفَانَهم بِسدِيفِهِمْ ... حتى تَغِيبَ الشَّمْسُ في الرَّجَّافِ
وقيل: بل هي لعبد الله بن الزَّبَعْري؛ راجع: "سيرة ابن هشام" (١/ ١٣٦) - حاشية (٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>