للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإنه أراد بعِتْرَته: العبَّاس [ح ١٤/ أ]-رضي الله عنه- ومن كان فيهم من بني هاشم (١)، وبقومه: قريش.

إذا عُلِمَ هذا؛ فقد وقع الإصطلاح على اختصاص ذرِّيَّة السِّبْطين عن سائر من تقدَّم بـ "الشَّطفة الخَضراء" (٢)؛ لمزيد شرفهم -كما أسْلَفْتُهُ (٣) -. ويقال في سبب كونها خضراء؛ أن المأمون (٤) رحمه الله أراد أن يجعلَ الخلافةَ في بني فاطمة (٥)،


= والحاكم وصحَّحه، ووافقه الذهبي (٣/ ٢٤) - رقم (٤٣٠٤)، وأبو يعلى في "مسنده" (٩/ ١١٦) - رقم (٥١٨٧) كلاهما بلفظ: "عشيرتك وقومك".
قال البوصيري في "مختصر إتحاف السادة المهرة" (٧/ ١٥): "رواه أبو يعلى ورواته ثقات". وأخرجه الترمذي مختصرًا جدًّا في كتاب الجهاد -باب ما جاء في المشورة (٤/ ١٨٥) - رقم (١٧١٤) - ورواه في التفسير -باب من سورة الأنفال (٥/ ٢٥٣) - رقم (٣٠٨٤)؛ كلُّهم بأسانيدهم عن الأعمش، عن عمرو بن مُرّة، عن أبي عُبيدة بن عبد الله، عن عبد الله بن مسعود. قال الترمذي: "وهذا حديث حسن، وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه". وقال الهيثمي في "المجمع" (٦/ ٨٧): "وفيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه؛ ولكن رجاله ثقات". وعزاه السيوطي في "الدُّر المنثور" (٣/ ٣٦٤) لابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(١) كعقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب؛ فقد أسرا يوم يدر.
(٢) هي قطعة من القماش تُشبه المنديل تُوضع على رؤوسهم. انظر: "معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي" (ص ٩٨). ووجدت في بعض المصادر تسميتها بـ (الشَّظفة)، بالظاء.
وأفاد صاحب المعجم أن بعض أفراد من قبيلة العنزة -سوى الأشراف- يضعونها على رؤوسهم ويُسمُّونها (الشَّطفة). كذلك في حوران -بجنوب سوريا- تربط النساء رؤوسهنَّ بقماشٍ (إشارب) إلى الخلف، يُسمُّونه (الشَّطفة).
(٣) راجع (ص ٢٤٨).
(٤) هو الخليفة العباسي، عبد الله بن هارون الرشيد. ولد سنة (١٧٠ هـ)، كان من أفضل رجال بني العباس حزمًا، وعزمًا، وحلمًا، وعلمًا، ورأيًا، ودهاءً، وهيبة، وشجاعة. وله محاسن كثيرة، وسيرة طويلة؛ لولا ما أتاه من محنة الناس في القول بخلق القرآن! مات سنة (٢١٨ هـ). "تاريخ الخلفاء" (ص ٢٦٨ - ٢٩٠)، و"الجوهر الثمين" (ص ١٣١ - ١٣٦).
(٥) كان ذلك في سنة (٢٠١ هـ)، فقد خلع المأمون أخاه المؤتمن من العهد، وبايع لعلي بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أن يكون وليّ العهد من بعده، وسمَّاه "الرضى من آل محمد". قال السيوطي في "تاريخ الخلفاء" (ص ٢٧٠): "حمله على ذلك إفراطه في التَّشيُّع".
ولذا طرح المأمون السَّوادَ، مع أنه شعار العباسيين كافّة، وأمر بلبس الخُضْرة، فلبسها هو وجنده، =

<<  <  ج: ص:  >  >>