للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَطْرافُ تِيجَانٍ أَتَتْ مِنْ سُنْدُسِ ... خُضْرٍ بأَعْلامٍ على الأَشْرَافِ

والأَشْرَفُ السُّلْطَانُ خَصَّهُمُ بها ... شَرَفًا ليفْرِقَهُم مِنَ (١) الأَطْرَافِ

انتهى".

والأَشْرف: هو السُّلطان شَعْبَان بن حسين بن النَّاصر محمد بن قَلاون (٢).

ويقال: إنَّ الأصل في لُبْسِ الخُلفاء العبَّاسيين السَّواد؛ كونه -صلى الله عليه وسلم- دَخَلَ يومَ الفتحِ مكَّةَ وعلى رأسه عمامةٌ سوداءَ، قد أرخى طرفها (٣) بين كتفيه (٤)، فتفاءَلَ الخُلفاءُ بذلك؛ لكونه كان في ذلك اليوم مَنْصُورًا على الكفَّار، فاتَّخذوه شعارًا؛ ليكونوا دائمًا مَنْصُورين على أعدائهم (٥).

بل كانت ذريَّة العبَّاس -رضي الله عنه- مُطْلقًا يتميَّزُون بالشَّطفةِ السَّوداء إلى آخر وقت؛ على ما أخبرني به مَنْ شاهدَهُ مِنْ شيوخنا ثمَّ بَطَلَ.


(١) في (م): عن.
(٢) هو السلطان الأشرف شعبان بن حسين، من بني أيوب. ولد سنة (٧٥٤)، وتولّى المملكة سنة (٧٦٤ هـ)، وله من العمر عشر سنين. ومات مقتولًا في ذي القعدة سنة (٧٧٨ هـ)، إذ خنقوه وجعلوه في قُفَّة، ورموه داخل بئر. ثم أخرجوه بعد أيام، ودفنوه بالكيمان قرب السِّيِّدة نفيسة "إنباء الغمر" (١/ ٢١٠)، و"الجوهر الثمين" (٢/ ٢٢٠).
(٣) في (م): طرفه. وفي (ل): طرفيها.
(٤) أخرج ذلك الإِمام مسلم في "صحيحه" (٢/ ٩٩٠) - رقم (١٣٥٨)، كتاب الحج - باب جواز دخول مكة بغير إحرام، من طريق معاوية بن عمّار الدُّهني، عن أبي الزّبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "دخل مكة وعليه عمامةٌ سوداء، بغير إحرام".
(٥) قال الإِمام ابن القيِّم رحمه الله تعالى في "زاد المعاد" (٣/ ٤٥٨)، عند الكلام على حديث دخول النَّبي -صلى الله عليه وسلم- مكة وعليه عمامة سوداء:
"ففيه دليل على جواز لُبْسِ السَّواد أحيانًا، ومن ثمَّ جعل خلفاء بني العبَّاس لُبْسَ السَّواد شعارًا لهم، ولِولاتهم، وقضاتهم، وخطبائهم؛ والنَّبي -صلى الله عليه وسلم- لم يلبسه لباسًا راتبًا، ولا كان شعارَه في الأعياد والجُمَع والمجامع العِظام البتّة. وإنَّما اتَّفق لُبْس العمامة يوم الفتح دون سائر أصحابه، ولم يكن سائر لباسه يومئذٍ السَّواد، بل كان لواؤه البياض". اهـ كلامه وانظر كذلك: "صبح الأعشى" (٣/ ٢٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>