وكتابه في الأنساب له مختصر. انظر نُسَخَةُ الخطية في: "معجم ما ألَّف في رسول الله -صلى الله عليه وسلم-" للمنجد (ص ٤٥ و ١٤٤). (١) حديثٌ باطلٌ. أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" من طريق أبي أيوب سليمان بن محمد الخزاعي، عن هشام بن خالد، عن بقيه، عن ابن جُريج، عن عطاء، عن أبي هريرة، أن النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد فرأى جمعًا من الناس على رجل، فقال: "ما هذا؟ " قالوا: يا رسول الله! رجل علَّامة. قال: "وما العَلامة؟ ". قالوا: أعلم الناس بأنساب العرب، وأعلم الناس بعربية، وأعلم الناس بشعر وأعلم الناس بما اختلف فيه العرب. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "هذا علمٌ لا ينفع وجهلٌ لا يضرّ". هذا الحديث لا يثبت، كما صرَّح بذلك المصنف، وقد سبقه إلى الحكم عليه شيخُه الحافظ ابنُ حجر كما في "الفتح" (٦/ ٥٢٧). وهو منكرٌ متنًا، وقد أعلَّه ابن عبد البر برجلين في إسناده، قال إنه لا يُحتجُّ بهما. قال أبو عمر: "في إسناد هذا الحديث رجلان لا يُحتجُّ بهما، وهما: سليمان، وبقيَّة؛ فإنْ صحَّ كان معناه أنه علم لا ينفع مع الجهل بالآية المحكمة والسنَّة القائمة والفريضة العادلة، أو ينفع في وجهٍ ما، ولذلك لا يضرّ جهله في ذلك المعنى وشبهه، وقد ينفع ويضرّ في بعض المعاني؛ لأنَّ العربية والنَّسب عنصرا الأدب". أما سليمان بن محمد الخُزَاعي، فقد ذكره الحافظ ابن حجر في "لسان الميزان" (٣/ ١١٨) ولم يترجمه، سوى أنه ساق الحديث، وأشار إلى أن ابن عبد البر أخرجه كتاب "العلم" وأنه قال في سليمان هذا؛ لا يُحتجّ به، ثم عقَّب الحافظ بقوله: "قلتُ: وهذا الباطل لا يحتمله بقيَّة، وإن كان مدلسًا، فإن تُوبع سليمان عليه احتمل أن يكون بقيَّة دلَّسه على ابن جُريج، وما عرفتُ سليمان هذا بعد". اهـ. قلتُ: وجدتُ مَنْ تابع سليمان بن محمد الخزاعي عليه، فقد تابعه محمد بن أحمد بن داود المؤدِّب، عن هشام بن خالد به، أخرج هذا المتابع أبو نُعيم، والسمعاني في "الأنساب" (١/ ٢٢)، ومحمد بن أحمد المؤدِّب، هو أبو بكر المؤدِّب البغدادي، له ترجمة في "تاريخ بغداد" (١/ ٣١٦)، وهو من شيوخ الإمام الطبراني. قال فيه الدارقطني: لا بأس به. فترجَّح -والله أعلم- أنَّ بقيَّة بن الوليد دلَّسه على ابن جُريج. وأما بقيَّة، فهو بقيَّة بن الوليد بن صائد، أبو يُحْمد الحميري الكلاعي الحمصي. قال أبو حاتم: لا يُحتجُّ بحديثه. وقال أبو مسهر الغسَّاني: أحاديث بقيَّة ليست نقيَّة، فكنْ منها على =