للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعَوْفيِّ (١)، ويوسفَ بنِ مِهْرَان (٢)، وغيرهم، عن ابنِ عبَّاس رضي الله عنهما.

وبهذا التَّفسير الذي جَنَحَ إليه ترجمانُ القرآنِ من حَمْلِه الآية على أن يُوادِدُوا النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- من أجل القرابة التي بينهم وبينه، لا يكون الحديث مما نحن فيه، بل الخطاب حينئذٍ لقريش خاصة، ويتأيَّد بأنَّ السُّورة مكيّة. والقُرْبَى: قرابة العُصُوبة والرَّحم، فكأنه قال: احفظوني للقرابة إنْ لم تَتَّبعوني للإسلام (٣).

٤٣ - ولذلك قال عكرمة (٤) رحمه الله فيما أخرجه ابنُ سَعْدٍ (٥):

"قلَّ بَطْنٌ من قريشٍ إلَّا وقد كانت لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيهم وِلادةٌ، فقال: إِنْ لم تَحْفَظُونِي فيما جئتُ به فَاحْفَظُونِي لِقَرَابَتِي" (٦).


(١) هو عطية بن سعد بن جُنَادة العوْفي، أبو الحسن الكوفي. روى عن ابن عباس، وابن عمر، وأبى سعيد، وغيرهم من الصحابة. قال الحافظ في "طبقات المدلسين" (ص ١٣٠): "تابعي معروف، ضعيف الحديث، مشهور بالتدليس القبح". "المجروحين" (٢/ ١٣٦)، و"التهذيب" (٧/ ١٩٤).
(٢) هو يوسف بن مِهران البصري. روى عن ابن عباس وابن عمر، وغيرهما. وعنه زيد بن علي بن جدعان. قال في "التقريب" (ص ١٠٩٦)؛ "ليَّن الحديث". وانظر: "التهذيب" (١١/ ٣٧١).
(٣) انظر: "فتح الباري" (٨/ ٥٦٤) بنحوه.
(٤) هو أبو عبد الله المدني، عكرمة بن البربري، مولى ابن عباس، أصله من البربر. أحد الأئمة الأعلام، روى عن علي بن أبي طالب، والحسن بن علي، وجماعة. وعنه إبراهيم النخعي، والشعبي. كان ثقة ثبتًا، عالمًا بالتفسير. مات سنة (١٠٥ هـ). "النبلاء" (٥/ ١٢)، و"التهذيب" (٧/ ٢٢٨).
(٥) في "الطبقات" (١/ ٢٤).
(٦) إسنادُهُ حسنٌ.
أخرجه ابن محمد من طريق يعقوب بن إسحاق الحضرمي، عن عمر بن أبي زائدة قال: سمعت عكرمة يقول في قول الله تعالى: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ... }، وذكره.
يعقوب بن إسحاق الحضرمي، وعمر بن أبي زائدة (صدوقان). "التقريب" (ص ١٠٨٧ و ٧١٨).
ومما يُلفتُ النظر إليه ههنا أن الذي في "الطبقات" (عمرو بن أبي زائدة عن عكرمة)، وهو خطأ، والصَّواب أنه (عمر)، كما في "التهذيب" و "التقريب"؛ والله تعالى أعلم.
- وأخرجه ابن جرير في "تفسيره" (٢٣/ ٢٥)، من طريق ابن حميد، عن جرير، عن مغيرة، عن عكرمة، بنحو لفظه.
ورجاله ثقات إلَّا ابن حميد، وهو محمد بن حميد بن حيَّان التميمي الرَّازى فمختلفٌ فيه، والأقرب -والعلم عند الله- أنه ضعيف. قال الحافظ الذهبي في "الكاشف" (٢/ ١٦٦): "وثقه جماعة، والأولى =

<<  <  ج: ص:  >  >>