"لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فما أبلاه، وعن ماله فيما أنفقه ومن أين اكتسبه، وعن حُبِّنَا أهلَ البيت". قلتُ: الحديثُ منكرٌ بذكر أهل البيت -صحيحٌ بغيره-، فيه علتان: الأولى: حسين الأشقر، وهو ساقط لا يُحتجُّ به، وقد سبق. الثانية: عنعنة هُشَيْم، فهو كثير التدليس، وقد سبق التنبيه على ذلك. (١) هكذا بالأصل، وفي (م)، و (ز): ممن تلقَّناه عنهم. (٢) هو أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، أشهر مِنْ أنْ يُعرَّف. انظر ترجمته في: "إنباء الغفر بأبناء العمر: (١/ ٤٥)، و"شذرات الذهب" (٦/ ٢٣١)، و "ذيل تذكرة الحفاظ" (٥/ ٥٧). (٣) انظر: "تفسير ابن كثير" (٦/ ١٩٩). وسبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في "منهاج السنة" (٧/ ١٠٠)، فقال ما نصُّه: "فهذا ابن عبَّاس ترجمان القرآن، وأعلم أهل البيت بعد عليّ يقول: ليس معناها مودَّة ذوي القربى، لكن معناها: لا أسألكم يا معشر العرب ويا معشر قريش عليه أجرًا، لكن أسألكم أن تصلوا القرابة التي بيني وبينكم، فهو سأل الناس الذين أرسل إليهم أولًا أن يصلوا رَحِمَه، فلا يعتدوا عليه حتى يُبلِّغ رسالة ربه". اهـ. كلامه رحمه الله، قلتُ: وهو الذي رجَّحه ابن جرير في "جامع البيان" (٢٥/ ٢٦)، والحافظ في "الفتح" (٨/ ٥٦٤)، والشوكاني في "فتح القدير" (٤/ ٥٣٧)، ومحمد الأمين الشنقيطي في "أضواء البيان" (٧/ ١٩٢). (٤) في (م): بل رُوي. (٥) الشورى (آية: ٢٣).