(٢) إسنادُهُ ضعيفٌ جدًّا. إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي. قال في حقِّه يحيى بن سعيد القطان: سألت مالكًا عنه: أكان ثقة؟ قال: لا، ولا ثقة في دينه. وقال أحمد في رواية ابنه عبد الله عنه: كان قدريًّا جهميًّا؛ كلُّ بلاء فيه! وقال في رواية أبي طالب: لا يُكتب حديثه، ترك الناس حديثه، كان يروي أحاديث منكرة لا أصل لها، وكان يأخذ أحاديث الناس ويضعها في كتبه. وقال أبو داود: كان رافضيًّا، شتَّامًا، مأبونًا. وقال العجلي: كان قدريًّا معتزليًّا، رافضيًّا. وقال النسائي، ويعقوب بن سفيان، والدَّارقطني، وابن حجر: متروك. وقال البخاري: تركه ابن المبارك والناس. وقال علي بن المديني عن يحيى بن سعيد: كذَّاب. وقال بشر بن المفضل: سألت فقهاء المدينة عنه فكلُّهم قالوا: كذَّاب، . وقال الذهبي: أحد العلماء الضعفاء. انظر: "التهذيب" (١/ ١٤٢)، و "الميزان" (١/ ١٨٢)، و"التقريب" (ص ١١٥). قلتُ: ومع كلِّ ما تقدَّم فقد وثَّقه الشافعي -وكان حسن الرأي فيه-، ومحمد بن سعيد الأصبهاني، وابن عُقدة. قال الشافعى: "لأنْ يخرَّ إبراهيمُ من بُعْد أحبُّ إليه من أن يكذب، وكان ثقة في الحديث". اهـ. وقد اعتذر أبو حاتم وابنُ حبان للشافعي أخذه عنه، ومجالسته له -مع ما ذُكر من شدة تضعيف حديثه واتَّهامه بالكذب-، بأنَّ ذلك في حال الصَّبي، فحفظ عنه، فلما دخل مصر في آخر عمره وصنَّف لم تكن كتبه معه، فأودع الكتب أحاديث من حفظه فروى عنه، فتارة يكنِّي عنه ولا يُسمِّيه. انظر: "المجروحين" (١/ ١٠٧)، و "ضعفاء ابن الجوزي" (١/ ٥١). =