للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٧ - وأمَّا حديث عامر (١):

فأخرجه ابن عُقْدة في "الموالاة" من طريق عبد الله بن سِنَان، عن أبي الطُّفيل، عن عامر بن ليلى بن ضَمْرَة، وحذيفة بن أَسِيد رضي الله عنهما قالا:

لمَّا صَدَرَ رسول الله -صلي الله عليه وسلم- من حجَّة الوداع ولم يحجَّ [ح ٢٦/ أ] غيرها، حتى إذا كان بالجُحْفة نهى عن سَمُرَاتٍ بالبطحاء متقارباتٍ لا ينزلوا تحتهنَّ، حتى إذا نزل القومُ وأخذوا منازلهم سواهن، أرسل إليهنَّ فقُمَّ ما تحتهنَّ وسدين على رؤوس القوم، حتى إذا نُودي للصَّلاة عدا إليهنَّ فصلَّى تحتهنَّ، ثم انصرف على النَّاس، وذلك يومَ غَدِيرِ خُمٍّ؛ -وخُمٌّ من الجُحْفَة-، وله بها مسجدٌ معروفٌ.


= وقال ابن عقدة -وهو ممن وثَّقه-: "نظرتُ في حديث إبراهيم بن أبي يحيى كثيرًا، وليس هو منكر الحديث". قال ابن عدي معقِّبًا على كلام ابن عُقْدة: "وقد نظرتُ أنا أيضًا في حديثه الكثير، فلم أجد فيه منكرًا، إلَّا عن شيوخ يحتملون". وقال في آخر ترجمته: "وقد نظرتُ أنا في حديثه، وتحرَّيتُها، وفتشتُ الكلَّ منها فليس فيها حديث منكر، وإنما المنكر إذا كان العهدة من قَبلِ الراوي عنه، أو من قِبَلِ شيخة؛ لا من قِبَلِهِ، وهو في جُملة من يُكتب حديثه. وقد وثَّقه الشافعي، وابن الأصبهاني، وغيرهما". انظر: "الكامل في الضعفاء" لابن عدي (١/ ٢٢٢).
قلتُ: وهذا الحديت الذي نحن بصدد الكلام عليه، إنما رواه إبراهيم الأسلمي عن شيخه: الحسين ابن عبد الله بن ضُميْرة؛ وهو كذَّاب متروك.
على أنه بنبغي أن يُعلم أن ابن عدي نَفْسَهِّ حَكَم على إبراهيم بن محمد الأسلمي بالضَّعف. فقد قال عنه في آخر ترجمة أبي جابر البياضي (٦/ ٢١٩٠): "ضعيف". وأشار إلى ضعفه أيضًا في آخر ترجمة داود بن حصين (٣/ ٩٦٠).
• وهذه أقوال أئمة الجرح والتعديل في شيخه الحسين:
قال الإمام مالك: كذَّاب. وقال أحمد: لا يساوي شيئًا، متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: منكر الحديث كذَّاب. وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال ابن حبان: روى عن أبيه عن جدِّه نسخة موضوعة. "الميزان" (٢/ ٢٩٣)، و"الضعفاء الكبير" ١/ ٢٤٦)، و"الإكمال فيمن له رواية في المسند" (ص ٩٨).
(١) هو عامر بن ليلى بن ضَمْرَة. قال ابن حجر في "الإصابة" (٣/ ٤٨٤): ذكره ابن عقدة في "الموالاة"، وجوَّز أبو موسي المديني أن يكون هو نفسه عامر بن ليلى الغفاري، وتبعه ابن الأثير.
قلتُ: ورجَّح الحافظ أنهما مختلفان. وانظر: "أسد الغابه" (٣/ ١٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>