• والخلاصة في كثير بن عبد الله المزني: أنه ضعيفٌ جدًا لا يصل إلى حد الترك والوضع، ولذا قال الحافظ -كما سبق-: "أفرط من نسَبَه إلى الكذب". وعليه فحديثه ضعيفٌ جدًّا، والله أعلم. • الطريق الثالث: عن رجل من قريش، عن زيد بن أبي أوفى رضى الله عنه. أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (٥/ ٢٢٠)، رقم (٥١٤٦)، من طريق يزيد بن معن، عن عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من قريشٍ، عن زيد بن أبي أوفى قال: دخلتُ على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- في مسجد المدينة، فجعل يقول: وساق حديثًا طويلًا -وهو حديث المؤاخاة- وفيه: "يا سَلْمَان! أنت منَّا أهْلَ البَيتِ، وقد آتاك الله العلمَ الأوَّلَ، والعلمَ الآخِرَ، والكتابَ الأوَّل، والكتابَ الآخِرَ". • وهذا الطريق ضعيفٌ، لجهالة الراوي عن زيد رضي الله عنه. قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" (٢/ ١١١)، في ترجمة زيد بن أبي أوفي: "روى حديث المؤاخاة بتمامه، إلا أن في إسناده ضعفًا". وقال الحافظ في "الإصابة" (٢/ ٤٨٩): "قال ابن السّكن: رُوي حديثه من ثلاثة طرق، ليس منها ما يصحُّ". ورواه البخاري في "التاريخ الصغير" (١/ ٢٥٠)، من طريق يحيى بن معين المدني، عن إبراهيم القرشي، عن سعيد بن شرحبيل، عن زيد بن أوفى به، وقال عَقبَهُ: "وهذا إسنادٌ مجهول، لا يُتَابع عليه، ولا يُعرف سماع بعضهم من بعض. رواه بعضهم عن إسماعيل بن خالد، عن عبد الله بن أبي أوفى، عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، ولا أصل له". قلتُ: وإبراهيم الفرشي، هو ابن زياد. قال الذهبي في "الميزان" (١/ ١٥١): "قال البخاري: لا يصحُّ إسناده. قلتُ: ولا يُعرف من ذا". • وخلاصة الكلام في حديث: "سلمان منَّا أهل البيت"؛ أنه لا يثبت من طريق صحيح ولا حسن، وقد أحسن المصنفُ تصدِيرَه الحديثَ بقوله: "ويرْوَى"، إشارة منه إلى تضعيفه. والله أعلم. (١) لم أعثر عليه في مظانه. والحديث سقط من (هـ) و (ل). (٢) في (م): وعن أحمد. (٣) لم أجده في كتاب "فضائل الصحابة" المطبوع.