للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٨٤ - وما رُويَ من حديثِ الحَسَنِ البَصريِّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يَزْدَادُ الأَمْرُ إلَّا شِدَّةً، ولا الدُّنْيا إِلَّا إِدْبَارًا، ولا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، ولا تقومُ السَّاعةُ إِلَّا على شِرارِ (١) الخَلْقِ، ولا مَهْدِيّ إلَّا عيسى ابن مَرْيم" (٢).


= برقم (١٨٣)، فهو الذي من أجله يُضعَّف به الأثر، على أنه له حكم الموقوف. وإبراهيم بن ميسرة، هو الطائفي نزيل مكة (ثبت حافظ) كما في "التقريب" (ص ١١٧). وطاووس بن كيسان اليماني، من أجلِّ أصحاب ابن عباس كما هو معلوم، كان ثقةً فقيهًا إمامًا. "التقريب" (ص ٤٦٢).
قلتُ: لا شك أن عمر بن عبد العزبز -رحمه الله تعالى- كان مهديًّا من المهديين.
قال الإمام ابن القيِّم في "المنار المنيف" (ص ١٥٠) في معرض الرَّد على حديث: "المهدي من ولد العبَّاس" وما في معناه، ما نصُّه: "وهذا والذي قبله لو صحَّ لم يكن فيه دليل على أنَّ المهدي الذي تولَّى من بني العبَّاس هو المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، بل هو مهديٌّ جملة المهديين. وعمر بن عبد العزيز كان مهديًّا، بل هو أولى باسم المهدي مه. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي". وقد ذهب الإِمام أحمد -في إحدى الروايتين عنه- وغيره إلى أن عمر بن عبد العزيز منهم؛ ولا ريب أنه كان راشدًا مهديًّا، ولكن ليس بالمهدي الذي يخرج في آخر الزمان". اهـ.
(١) في (م): أشرار.
(٢) إسنادُهُ منكرٌ.
مداره على محمد بن خالد الجَنَدي الصَّنعاني، وقد تفرَّد به! قاله البيهقي. قال الأزدي: منكر الحديث. وقال -أيضًا- كما في "التهذيب" (٩/ ١٢٢): "وحديثه لا يُتابع عليه، وإنما يُحفظ عن الحسن مرسلًا؛ رواه جرير بن حازم عنه". وقال الحاكم وابن الصلاح في "أماليه" والحافظ ابن حجر في "التقريب": مجهول. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية عنه في سياق كلامه عن الحديث: " ... والشافعي رواه عن رجل من أهل اليمن يقُال له: محمد بن خالد الجندي، وهو ممن لا يُحتجُّ به". وقال الآبري في "مناقب الشافعي": "محمد بن خالد هذا غير معروف عن أهل الصَّناعة من أهل العلم والنقل". انظر أقوالهم في "الميزان" (٦/ ١٣٢)، و "المنار المنيف" (ص ١٤٢)، و "التقريب" (ص ٨٤٠)، و"منهاج السَّنَّة النبوية" (٤/ ٢١١). وقال يحيى بن معين: "ثقة! ". "الميزان" (٦/ ١٣٣)، و"الأنساب" (٢/ ٩٦).
• ومع ما سبق؛ فالحديثُ مسلسلٌ بالعلل:
الأولى: سماع يونس بن عبد الأعلى من الشَّافعي. أورد الذهبي في "الميزان" (٦/ ١٣٣) للحديث روايةً قال فيها يونس بن عبد الأعلى! حُدِّثت عن الشافعي ... وعقب عليها الذهبي بقوله: "فهو على هذا منقطع! على أن جماعةً رووه عن يونس قال: حدَّثنا الشافعي؛ والصحيح أنه لم يسمع منه". وانظر: =

<<  <  ج: ص:  >  >>