للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

____

= "طبقات المدلسين" (ص ٣٦). وإلى هذه العلة أشار شيخ الإسلام ابن تيمية في "المنهاج" (٤/ ٢٧٢). وقد يُجاب عنها بأنَّ المزني تابع يونس بن عبد الأعلى كما في رواية ابن عبد البر السَّابقة، فلم ينفرد به يونس عن الشَّافعيِّ.

الثاني: سماع أبَان بن صالح من الحسن، قال الذهبي في سياق كلامه السابق: "وأبان بن صالح صدوق، وما علمت به بأسًا؛ لكن قيل: إنه لم يسمع من الحسن؛ ذكره ابن الصلاح في "أماليه"". فهذه علة تُضاف للأُولى.

• وأما الثالثة: فهي اضطراب إسناده واختلافه.

قال البيهقي: "تفرَّد به محمد بن خالد هذا. وقد قال الحاكم أبو عبد الله: هو مجهول. وقد اختُلف

عليه في إسناده. فرُوي عه عن أبان بن أبي عياش، عن الحسن -مرسلًا-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، فرجع

الحديث إلى رواية محمد بن خالد -وهو مجهول-، عن أبان بن أبي عياش -وهو متروك-، عن

الحسن، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو منقطع، والأحاديث على خروج المهدي أصحُّ إسنادًا". انظر: المنار المنيف".

(ص ١٤٢)، ونقله الحافظ في "التهذيب" (٩/ ١٢٢). وقال القرطبي في "التذكرة في أحوال الموتى" (ص ٧٠١): "واختُلف عليه في إسناده، فتارةً يرويه عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بطوله، فهو منفرد به مجهول، عن أبان وهو متروك، عن الحسن، منقطع". ولذا قال الذهبي بعد أن أعلَّ الحديث بما فيه من العلل: "قلتُ: فانكشف وَوَهَى! "؛ إشارة إلى نكارته، وعدم قيام الحجَّة به.

• فائدة: على فرض صحة الحديث -ولا يصحُّ كما بيَّنَّا- يَرِدُ إشكالٌ، وهو نفي أن يكون هناك مهديًّا غير عيسى عيه السلام، فبذلك نردُّ جميع الأحاديث التي أوردها المؤلف قبلُ! والجواب على ذلك يسير والحمد لله؛ وهو من ثلاثة وجوه:

الأول: ما قاله القرطبي في "التذكرة" (ص ٧٠٢)، وتبعه المؤلف في "أشراط السَّاعة" (ص ٦٠) مِنْ أن المراد من قوله: "ولا مهدي إلَّا عيسى"، أي لا مهديّ كاملًا معصومًا إلَّا عيسى.

الثانى: ما ذكره ابن كثير في "النهاية في الفتن" (ص ٢٧) بقوله: "وهذا الحديث فيما يظهر بادئ الرأي مخالف للأحاديث التي أوردناها في إثبات أن المهدي غير عيسى ابن مريم، أما قبل نزوله فظاهر، والله أعلم، وأما بعده؛ فعند التأمل لا منافاة، بل يكون المراد من ذلك أن يكون المهديّ حقِّ المهديّ هو عيسى ابن مريم، ولا ينْفى ذلك أن يكون غيره مهديًّا أيضًا، والله أعلم".

الثالث: هو أن يكون الحديث على تقدير حذف مضاف، فيكون قوله: "لا مهدي إلَّا عيسى ابن مريم أي: "إلَّا مهدي عيسى"، بمعنى الذي يجيء في زمن عيسى عيه السلام، فهو احتراز ممن يُسمى بالمهدي قبل ذلك من الملوك وغيرهم، أو يكون التقدير: "إلَّا زمن عيسى أي: الذي يجيء في ذلك الزمن لا في غيره؛ قاله الإمام أبو شامة المقدسي فيما نقله عنه صاحب كتاب "عقد الدُّرر في أخبار المنتظر" (ص ٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>