للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابنُ عبد البرِّ (١): "وزاد بعضهم في هذا الحديث: أن زيدَ بنَ ثابتٍ كافَأَ ابنَ عبَّاسٍ على أخْذِهِ بِرِكَابِهِ أنْ قَبَّلَ يَدَهُ وقال: (هكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بأَهْلِ بَيْتِ نبِيِّنا -صلى الله عليه وسلم-) ".

قال: "وهذه الزِّيادة مِنْ أهل العلم من يُنكِرُهَا (٢).


= وابن عساكر في "التاريخ" (١٩/ ٣٢٦)، من طريق مِنْجَاب، عن علي بن مُسْهر؛ عن رَزين به.
مِنْجَاب، هو ابن الحارث التميمي (ثقة). "التقريب" (ص ٩٧٠). وعلي بن مُسْهر، هو القرشي الكوفي، قاضي الكوفة (ثقة له غرائب بعد ما أضرَّ). "التقريب" (ص ٧٠٥).
(١) "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ٥١٤).
(٢) الظاهر والله تعالى أعلم أن هذه الزِّيادة في القصَّة (تقبيل زيدٍ يد ابن عبَّاسٍ) غير ثابتةٍ ولا محفوظة، فهي منكرة، فإني لم أجدها في جميع المصادر التي خرَّجتُ منها القصَّة.
وقد أخرجها ابن المقرئ في "جزئه تقبيل اليد" رقم (٣٠)، ومن طربقه ابنُ عساكر في "تاريخ دمشق" (١٩/ ٣٢٦)، من طريق أحمد بن علي بن زيد، عن الحسن بن داود الأحمر، عن حماد بن سلمة، عن عمَّارِ بن أبي عمَّار، أن زيد بن ثابت ركب يومًا فأخذ ابن عبَّاس بركابه ... وفيه قول زيد: "أرنِي يَدَكَ، فأَخرَجَ يَدَهُ فقبَّلها".
قلتُ: وهذا إسنادٌ ضعيفٌ، فيه مجاهيل، والزِّيادة منكرة.
محمد بن على، وأبو يشْجُب، وعلي بن محمد بن شبيب، وأحمد بن علي بن زيد، والحسن بن داود الأحمر، لم أجد لهم ترجمة. وحمَّاد بن سلمة، إمام مشهور (ثقة عابد)، لكن تغيَّر حفظه بأخرة، تقدَّم عند حديث (١٣٢). وعمَّار بن أبي عمَّار مولى بنىِ هاشم، وثَّقه أحمد، وأبو داود، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وابن حبان وقال (٥/ ٢٦٧): "كان يُخطئ". وانظر: "تهذيب التهذيب" (٧/ ٣٤١). ولذا قال الحافظ في "التقريب" (ص ٧١٩): "صدوق ربما أخطأ".
وأورد له البخاريُ حديثًا في "الأوسط"، كما قال الحافظ [المطبوع باسم: التاريخ الصغير] (١/ ٥٥)، عن ابن عبّاس في سنِّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: ". . . ولا يُتابع عليه، وكان شعبة يتكلَّم في عمَّار".
• ويدلُّ على نكارنها وأنها غير محفوظة، أنها معلولة بما يلي:
أولًا: عمَّار بن أبي عمَّار، وهو وإن كان موثَّقًا إلَّا أنه يُخطئ، ولم يُتابع على روايته، ومما يؤكِّد خطأه في هذه الزيادة أمور:
(أ) أن الثقات الأثبات الذين رووا القصَّة عن ابن عبَّاس وزيد بن ثابت رضي الله عنهم وهما (عامر الشِّعبيّ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن)، خالفاه جميعًا فلم يذكرا تقبيل يدِ ابنِ عبَّاس، وهما أوثق من عمَّار بن أبي عمَّار بلا شك.
(ب) أن الذي روى القصَّة عن الشَّعبيِّ أيضًا، وهو رَزين الرُّماني، لم يذكر هذه الزيادة.
(ج) وكذلك رواها عن رزين جماعةٌ من الحفاظ وهم (الفضل بن دُكين، وعبيد الله بن موسى، =

<<  <  ج: ص:  >  >>