. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
____
= • وله طرقٌ أُخرى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
* الأولى: من رواية الشَّعبيِّ، عن زياد بن حُدَيْر، عنه رضي الله عنه.
أخرجه الدَّارقطنيُّ في "سننه" (٣/ ١٨٤) - رقم (٣٧٦٤)، والبيهقي في "الكبرى" (١٠/ ٣٢٩) - رقم (٢٠٨١١) من طريق موسى بن داود، ثنا شعبة، عن عبد الله بن أبي السَّفْر، عنه، بلفظ: "حسب المرء دينه, ومروءته خلقه، وأصله عقله". قال البيهقي: "هذا الموقوف إسناده صحيح".
وهذا إسنادٌ حسنٌ رجاله ثقات، إلَّا موسى بن داود فهو صدوق له أوهام.
موسى بن داود، هو الضَّبِّيّ، أبو عبد الله الطرطوسي (صدوق فقيه زاهد، له أوهام). "التقريب" (ص ٩٧٩). أخرج له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وعبد الله بن أبي السَّفر (ثقة)، أخرج له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه. "التقريب" (ص ٥١٢). وزياد بن حُدَيْر، هو أبو المغيرة الأسدي (ثقة عابد)، انفرد أبو داود بإخراج حديثه. "التقريب" (ص ٣٤٤). وبقية رجاله ثقات، مضوا.
* الثانية: من رواية الشَّعبيِّ، عن عمر رضي الله عنه بلا واسطة.
أخرجه الخرائطيّ في "مكارم الأخلاق" (١/ ٢٠) - رقم (١٠) من طريق علي بن حرب، عن وكيع، عن زكريا، عنه به.
ورجاله ثقات؛ لكنه منقطع.
علي بن حرب، هو أبو الحسن الموصلي (ثقة)، أخرج له النسائي؛ فقد وثَّقه ابن حبَّان، والدَّارقطنيُّ, والخطيب البغداديُّ، وأبو سعدٍ السَّمعانيُّ. وقال أبو حاتم: صدوق. "التهذيب" (٧/ ٢٥٢).
وزكريا، هو ابن أبي زائدة، قال في "التقريب" (ص ٣٣٨): "ثقة، وكان يُدلِّس". قال صالح جَزَرَةَ: "في روايته عن الشَّعبيّ نظر؛ لأنَّ زكريا يُدلِّس". وقال أبو زرعة: "يُدلِّس كثيرًا عن الشَّعبيّ". انظر: "جامع التحصيل" (ص ٢١٤).
ووكيع بن الجرَّاح، وعامر الشَّعبيّ (ثقتان)؛ تقدَّما.
وهو منقطع كما أسلفتُ؛ فإنَّ الشَّعبيَّ لم يسمع من عمر رضي الله عنه، فلقد وُلِد لستِّ سنين خلت من خلافة عمر بن الخطاب على المشهور. انظر: "تهذيب الكمال" (١٤/ ٢٨).
* الثالثة: من رواية يحيى بن سعيد, عنه رضي الله عنه.
أخرجه مالك في "الموطأ" (٢/ ٤٦٣) - رقم (٣٥) , كتاب الجهاد -باب ما تكون فيه الشهادة، عنه به، بلفظ: "كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه".
وهذا إسنادٌ رجاله -كما ترى- ثقات؛ إلَّا أنه منقطع بين يحيى وعمر؛ فإنَّ وفاة يحيى بن سعيد الأنصاري كانت سنة (١٤٤ هـ)! !