للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه أول السنة فعرفوه لذلك كأنهم قالوا: هذا الذي يكون أبداً أول السنة. ولا يكتبون: لليلة بقيت وأنت فيها كما لم يكتبوا: لليلة خلت وأنت فيها.

والعرب تسمي أول ليلة من الشهر ليلة البراء لتبرء القمر من الشمس، ويسمونها النحيرة، لأن الهلال نحرها، أبي رؤي في نحرها وأولها. قال ابن أحمر:

ثم استمر عليها واكف همع ... في ليلة نحرت شعبان أو رجبا

نحرت شعبان كان في نحره وصدره لأنها أوله كما نحرها الهلال إذا رؤي في أولها، ونحيرة فعيلة من نحرت مثل قتلت فهي قتيلة.

قال بعض الكتاب: التاريخ عمود اليقين، ونافي الشك، وبه تعرف الحقوق وتحفظ العهود.

قال: ولا يقع التاريخ في شيء من الكتب السلطانية من رئيس أو مرؤس إلا في أعجاز الكتب. وقد يؤرخ النظير والتابع ما خلص من الكتب في صدورها.

وقيل: الكتاب بغير تاريخ نكرة بلا معرفة، وغفل بغير سمة. قال بعض الشعراء في تاريخ وفاة:

وكان يؤرخ علم القرو ... ن فها هو ذا اليوم قد أرخا

فأما الذي يروي للمستوغر بن ربيعة فهو قوله - وهو عجيب من العمر في مثل زمانه:

ولقد سئمت من الحياة وطولها ... وازددت من عدد السنين سنينا

مائة أتت من بعدها مائتان لي ... وازددت من عدد الشهور مئينا

<<  <   >  >>