أنشد محمد بن يزيد المبرد، قال: استعار محمد بن عبد الملك الزيات من الحسن بن وهب دفتراً فيه شعر أبي يعقوب الخريمي، وكان معجباً به، فوجه الحسن به إليه، وكان بخط حسن، ثم وجه الحسن يطلبه منه، فوجه إليه محمد بالنسخة التي كانت عنده واحتبس نسخة الحسن وكتب إليه:
إني نظرت ولا صواب لناظر ... فيما يهيم به إذا لم ينظر
فإذا كتابك قد تخير خطه ... وإذا كتابي ليس بالمتخير
وإذا وسوم في كتابك لم تدع ... شكاً لمعتسف ولا لمفكر
تنبيك عن رفع الكلام وخفضه ... والنصب فيه لحاله والمصدر
وإذا كتاب أخيك من ذا كله ... خلو فبئس لبائع أو مشتري
فاقبل كتاب أخيك غير منافس ... فيه وخل له كتابك واعذر
واعلم بأنك لا تزال مؤخراً ... في العلم عند الناس ما لم تكسر
إني أرى حبس السماع على الذي ... شاركته فيه وكسر الدفتر
واستهدى أحمد بن إسماعيل دفتراً فيه حدود الفراء، فأهداه إلى مستهديه وكتب على ظهره:
خذه فقد سوغت فيه مشبهاً ... بالروض أو بالبرد في تفويفه
نظمت كما نظم السحاب سطوره ... وتأنق الفراء في تأليفه
وشكلته ونقطته فأمنت من ... تصحيفه ونجوت من تحريفه
بستان خط غير أن ثماره ... لا تجتنى إلا بشكل حروفه
وللخط صفات وتركيبات وأسماء مختلفات، تحد وتصنف ما يقال ذلك في النغم واللحون. فمنه الرياشي المحقق والخفيف المطلق، وهو الذي يتعلق بعضه ببعض، ومنه منثور ومجموع.