وفيه غناء في طريق الثقيل الثاني. وليس يجب لمن صفر من هذه العلوم أن يدع التعلم آيساً من الاستفادة، مولياً عن الاستزادة. فربما كان الإنسان مهيأ الذهن لحمل العلم، قريب الخاطر، متقد الذكاء، فيضيع نفسه فإهمالها ويميت خواطره بترك استعمالها، فيكون كما قال علي بن الجهم:
والنار في أحجارها مخبوءة ... ليست ترى إن لم يثرها إلا زند
وإنما أخذه من قول الأول:
أنا النار في أحجارها مستكنة ... متى ما يهيجها قادح تتوقد
ومثل قوله:
أنفقت فيكم شرتي وشبابي
ما أنشدناه ابن ذكوان القاسم بن إسماعيل قال: أنشدنا أبو مجلي السعدي لحضرمي بن عامر يعاتب عوف بن عبد الله في أبيات:
تجود أسباب المودة بيننا ... حديثاً وأسباب المودة تخلق
لعلك يوماً أن يسؤك أنني ... قريب ودوني من حصى الأرض مخفق
وتنظر في أسرار كفيك هل ترى ... لها خلفاً مما يفيد وينفق