للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نص كلامه في "الغنية"، وذكر ابنُ القيم أيضًا عنه أنَّه قال في كتابه "تحفة المتقين وسبيل العارفين": والله - تعالى - بذاته على العرش، وعلمه مُحيط بكل مكان.

قول إمام الشافعية في وقته سعد بن علي الزنجاني

ذكر ابنُ القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه: إنَّه صرح بالفوقية بالذَّات فقال: وهو على عرشه بوجود ذاته؛ قال ابنُ القيم: هذا لفظه وهو إمام في السنة، ثم ذكر ابن القيم عنه: إنَّه قال: إنَّه مستوٍ بذاته على عرشه بلا كَيْفٍ كما أخبر عن نفسه، قال: وقد أجمع المسلمون على أنَّ الله هو العلي الأعلى، ونطق بذلك القرآنُ بقوله - تعالى -: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى} [الأعلى: ١]، وأنَّ لله عُلُوَّ الغلبة، والعلو: العليُّ من سائر وجوه العلو؛ لأنَّ العلو صفة مدح عند كل عاقل، فنثبت بذلك أن لله علوَّ الذات، وعُلُوَّ الصفات، وعلو القهر والغلبة، وجماهير المسلمين وسائر الملل قد وقع منهم الإجماع على الإشارة إلى الله - جل ثناؤه - من جهة الفوق في الدُّعاء والسؤال، فاتِّفاقهم بأجمعهم على الإشارة إلى الله - سبحانه - من جهة الفوق حجة، ولم يستجز أحد الإشارةَ إليه من جهة الأسفل ولا من سائر الجهات سوى جهة الفوق؛ انتهى.

<<  <   >  >>