كتابيه، قال: وكان شيخُ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - يُوصي بهذين الكتابين أشد الوصية، ويعظمهما جدًّا، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصِّفات بالعقل والنَّقل ما ليس في غيرهما؛ انتهى كلام ابن القيم - رحمه الله تعالى.
قول عبدالله بن مسلم بن قتيبة
قال في كتابه "تأويل مُختلف الحديث": نحن نقول في قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: ٧]: أنَّه معهم بالعلم بما هم عليه، كما تقول للرجل وجَّهْتَه إلى بلد شاسع، ووكلته بأمر من أمورك: احذر التقصيرَ والإغفالَ لشيء مما تقدمت فيه إليك، فإنِّي معك، تريد أنه لا يَخفى عليَّ تقصيرُك أو جدك للإشراف عليك، والبحث عن أمورك.
وإذا جاز هذا في المخلوق الذي لا يعلم الغيب، فهو في الخالق الذي يعلم الغيبَ أجوز، وكيف يسوغ لأحد أن يقول: إنَّه بكل مكان على الحلول مع قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥]، ومع قوله