للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

وقد تعلَّق المردود عليه بجمل من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن مثير وابن رجب، وليس في شيء منها ما يُؤيِّد زعمه أنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية، وإنْ توهم المردود عليه أو توهم غيره أن في شيء منها تأييدًا لقوله الباطل، فهو مَحجوج بإجماع الصحابة والتابعين على أنَّ الله - تعالى - على العرش، وعلمه في كل مكان، وأن معنى قوله - تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد: ٤]، ونحو ذلك في القرآن: أنَّ ذلك علمه، وأن الله - تعالى - فوق السموات بذاته، مستوٍ على عرشه كيف شاء، وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد من أكابر العلماء، ونقله شيخُ الإسلام ابن تيمية، والذهبي، وابن القيم، عن غير واحد من الأئمة، وتقدم ذكر ذلك في أول الكتاب، وما خالف الإجماع من الأقوال، فهو مردود على قائله كائنًا من كان.

وإذا علم هذا، فمن الجمل التي تعلق بها المردود عليه قولُ شيخ الإسلام ابن تيمية في صفحة ٣ من المجلد الخامس من "مجموع الفتاوى": أنَّ كلمة "مع" إذا أطلقت، فليس ظاهرها في اللغة إلا المقارنة المطلقة من غير وجوب مماسة أو مُحاذاة عن يَمين أو شمال،

<<  <   >  >>