المؤمنين عن الوهن في قتال الأعداء، وفي سورة التوبة حين قال أبو بكر للنبي - صلى الله عليه وسلم -: لو أنَّ أحدَهم نظر إلى قدميه، لأبصرنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، وهكذا بقية الآيات التي فيها ذكر المعية بنوعيها.
وبطلان القول بالحلول معلوم بدلالة الكتاب والسنة والعقل والفطرة والإجماع، وذلك لأنَّ القولَ به مناقض تمام المناقضة للقول بعلو الله - تعالى - بذاته وصفاته، فإذا كان علو الله - تعالى - بذاته وصفاته ثابتًا بهذه الأدلة كان نقيضه باطلاً بها.
وإنكار القول بالمعية الذاتية واجبٌ؛ حيث تستلزم القولَ بالحلول؛ لأنَّ القول بالحلول باطل، فكل ما استلزمه، فهو باطل يَجب إنكاره، ورده على قائله كائنًا من كان.
وأسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعًا من المتعاونين على البر والتقوى، وأنْ يهيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، وأن ينصرنا بالحق، ويَجعلنا من أنصاره؛ إنه ولِيُّ ذلك والقادر عليه، وهو القريب المجيب.
قاله كاتبه محمد الصالح العثيمين في ١٥/ ٤/ ١٤٠٤ هـ.