إلا مُبتدع غالٍ في بدعته، أو مفتون بتقليده على ضلالته.
قول أبي عبدالله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي مؤلف التفسير الكبير المسمى بـ "الجامع لأحكام القرآن".
قال في كتابه المسمى بـ "الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى"، وقد كان الصدر الأول لا ينفون الجهة، بل نطقوا هم والكافة بإثباتِها لله - تعالى - كما نطق كتابُه، وأخبر رسوله - صلى الله عليه وسلم - ولم ينكر أحد من السَّلف الصالح أنَّه استوى على العرش حقيقة، ثم ذكر كلامَ أبي بكر الحضرمي في رسالته التي سماها بـ "الإيماء إلى مسألة الاستواء" وحكايته عن القاضي عبدالوهاب أنَّه استواء الذَّات على العرش، وذكر أنَّ ذلك قول القاضي أبي بكر بن الطيب الأشعري كبير الطائفة، وأنَّ القاضي عبدالوهاب نقله عنه نصًّا، وأنه قول الأشعري وابن فورك في بعض كتبه، وقول الخطابي وغيره من الفقهاء والمحدثين.
قال القرطبي: وهو قول أبي عمر بن عبدالبر والطلمنكي وغيرهم من الأندلسيِّين، ثم قال بعد أنْ حكى أربعة عشر قولاً: وأظهرُ الأقوال ما تظاهرت عليه الآي والأخبار، وقال جميع الفُضلاء