قد ذكرت فيما تقدَّم ما رواه عبدالرحمن بن أبي حاتم، عن أبيه وأبي زرعة أنَّهما قالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار: حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا، فكان من مذهبهم أنَّ الله - تبارك وتعالى - على عرشه بائن من خلقه، كما وصف نفسه في كتابه، وعلى لسان رسولِه بلا كيف، أحاط بكل شيء علمًا، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وذكر الذَّهبي في كتاب "العلو" ما رواه أبو إسماعيل الأنصاري بإسناده إلى مُحمد بن إبراهيم الأصبهاني، سمعت أبا زرعة الرَّازي، وسئل عن تفسير:{الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥]، فغضب، وقال: تفسيره كما تقرأ، هو على عرشه، وعلمه في كلِّ مكان، من قال غير هذا، فعليه لعنة الله، وقد ذكره شيخُ الإسلام أبو العباس ابن تيميَّة في "الفتوى الحموية الكبرى"، وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية".