في كتاب "العلو" قبل كلام السجزي بصفحتين، وأقرَّه على ذكر الذات، فلا وجه إذًا لاعتراضه على السجزي، وقد ذكر هذه الكلمة عدد كثير من كبار العلماء، كما ذكر ذلك الذهبي في كتاب "العلو" بعد ذكره لكلام ابن أبي زيد المالكي، وسيأتي ذكر ذلك إن شاء الله تعالى.
وذكر شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية عن علماء المالكية أنَّهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة، على أنَّ الله بذاته فوق عرشه، وفي هذا مع ما تقدم رد على اعتراض الذَّهبي على السجزي، وقد بين الذهبي مراد العلماء من ذكر هذه الكلمة، وهو التفريق بين كونه - تعالى - على العرش، وكونه معنا بالعلم، وعلى هذا فليس ذكر الذات من فضول الكلام، كما سيأتي في كلام الذهبي، الذي تعقب به كلام ابن أبي زيد القيرواني، وإنَّما هو من الإيضاح والتفريق بين عُلُوِّ الله فوق العرش بذاته، وبين معيته بالعلم مع الخلق.
قول كعب الأحبار
روى أبو صفوان الأموي بإسناده إلى كعب الأحبار، قال: قال الله - عزَّ وجلَّ - في التوراة: "أنا الله فوق عبادي، وعرشي