وقال الإمام أحمد أيضًا: "بيان ما ذكر الله في القرآن: {وَهُوَ مَعَكُمْ}[الحديد: ٤]، وهذا على وجوه: قال الله - جل ثناؤه - لموسى:{إِنَّنِي مَعَكُمَا}[طه: ٤٦]، يقول: في الدَّفع عنكما، وقال:{ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}[التوبة: ٤٠]، يقول: في الدَّفع عنَّا، وقال:{كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة: ٢٤٩]، يقول في النصر لهم على عدوهم، وقال:{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ}[محمد: ٣٥] في النَّصر لكم على عدوِّكم، وقال:{وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ}[النساء: ١٠٨]، يقول: بعلمه فيهم، وقال:{فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ}[الشعراء: ٦١ - ٦٢]، يقول: في العون على فرعون، ثم ذكر الإمام أحمد بعد هذا التفصيل أنَّ الحجة ظهرت على الجهمي بما ادَّعى على الله أنه مع خلقه"؛ انتهى.