كتاب "الشريعة" من طريق أبي داود، ومن طريق الفضل بن زياد، كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل، قال: حدثني سريج بن النعمان قال: حدثنا عبدالله بن نافع، قال: قال مالك بن أنس: الله - عزَّ وجلَّ - في السماء، وعلمه في كلِّ مكان لا يَخلو من علمه مكان، وقد رواه عبدالله ابن الإمام أحمد في كتاب "السنة" عن أبيه، وزاد بعد قوله وعلمه في كلِّ مكان لا يَخلو منه شيء، وتلا هذه الآية:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ}[المجادلة: ٧].
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في "القاعدة المراكشية": أنَّ المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنَّه قال: الله في السماء، وعلمه في كلِّ مكان، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في "كتاب التفسير"، الذي جمعه من كلام مالك، ونقله أبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن عبدالبر، وابن أبي زيد في المختصر، وغير واحد ونقله أيضًا عن مالك غير هؤلاء ممن لا يُحصى عددُهم مثل أحمد بن حنبل، وابنه عبدالله والأثرم والخلال والآجري وابن بطة، وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أنْ قال: وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثيرٌ مَشهور حتى علماؤهم حكوا إجماعَ أهل السنة والجماعة على أنَّ الله بذاته فوق عرشه، انتهى.