ذكر الذَّهبي في كتاب "العلو"، وابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية" عنه أنَّه قال في قوله - تعالى -: {وَهُوَ مَعَكُمْ}[الحديد: ٤]، قال: معناه: أنَّه لا يَخفى عليه خافية بعلمه، ألا ترى إلى قوله - تعالى -: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}[المجادلة: ٧] الآية، أراد أنه لا يَخفى عليه خافية؟
قول بشر بن الوليد وأبي يوسف
قال ابن القيم في كتاب "اجتماع الجيوش الإسلامية": روى ابنُ أبي حاتم قال: جاء بِشْرُ بن الوليد إلى أبي يُوسف، فقال له: تنهاني عن كلام بِشْرٍ الْمَرِيسِيِّ، وعليُّ الأحول وفلان، يتكلمون؟! فقال: وما يقولون؟ قال: يقولون: إنَّ الله في كل مكان، فبعث أبو يوسف، وقال: عليَّ بهم، فانتَهَوْا إليهم، وقد قام بِشْرٌ، فجيء بعَلِي الأحول، والشيخ الآخر، فنظر أبو يوسف إلى الشيخ، وقال: لو أنَّ فيك موضعَ أدبٍ، لأوجعتك، وأمر به إلى الحبس، وضرب عليًّا الأحول، وطيف به، وقد استتاب أبو يوسف بِشْرًا الْمَرِيسِيَّ لما أنكر أنَّ الله فوق عرشه، وهي قصة مشهورة ذكرها عبدالرحمن بن أبي