- تعالى -: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}[فاطر: ١٠]، وكيف يصعد إليه شيء هو معه، أو يرفع إليه عملٌ، وهو عنده؛ قال: ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم، وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق - سبحانه - لعلموا أن الله - تعالى - هو العليُّ، وهو الأعلى، وهو بالمكان الرَّفيع، وأنَّ القلوب عند الذكر تسمو نحوه، والأيدي ترفع بالدُّعاء إليه.
قال: والأمم كلها عربيها وعجميها تقول: إنَّ الله - تعالى - في السماء ما تُرِكَت على فِطْرَتِها، ولم تنقل عن ذلك بالتعليم، قال: وأما قوله: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ}[الزخرف: ٨٤]، فليس في ذلك ما يدُلُّ على الحلول بهما، وإنَّما أراد أنَّه إله السماء، وإله من فيها، وإله الأرض وإله من فيها، وكذلك قوله - جل وعز -: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}[النحل: ١٢٨]، لا يريد أنَّه معهم بالحلول، ولكن بالنُّصرة والتوفيق والحياطة؛ انتهى المقصود من كلامه ملخصًا.