للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر أنَّ ذلك مقصودهم الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم؛ حيث قال في الفهارس العامة لمجموع الفتاوى ص ٩٠: فسر بعضُ السلف بعض نصوص المعية بالعلم، وهو بعض مقتضاها دفعًا لاستدلال الحلولية بها؛ اهـ.

فجوابه أنْ يقال: إنَّ العلماء الذين ذكرهم المردود عليه في هذه الجملة لم يقل أحد منهم: إنَّ معية الله لخلقه معية ذاتية، وإنَّما كان كلامُهم يدور على إثبات معية العلم والقدرة والإحاطة والسماع والرُّؤية لعموم الخلق، وعلى إثبات معية النصر والتأييد والكفاية لأنبياء الله وأوليائه، وقد ذكرت كلامَ شيخ الإسلام وابن القيم وابن كثير في ذلك قريبًا فليراجع، وأما كلام ابن رجب الذي تقدم ذكره، فهو مُوافق لكلام شيخ الإسلام وابن القيم وابن كثير.

وقد تقدَّم في الجواب عن الجملة الثانية من الجمل التي تعلق بها المردود عليه ما ذكره شيخ الإسلام عن سَلَف الأمة وأئمتها، أئمة العلم والدين من شيوخ العلم والعبادة - أنَّهم أثبتوا أن الله - تعالى - فوق سمواته، وأنه على عرشه بائن من خلقه وهم منه بائنون، وهو أيضًا مع العباد عمومًا بعلمه ومع أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد والكفاية، وتقدم أيضًا ما ذكره شيخُ الإسلام والذهبي وابن القيم

<<  <   >  >>