وأبا حَبَّةَ الأنصاري - رضي الله عنهما - كانا يقولان: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ثم عرج بي حتى ظهرت لمستوًى أسمع فيه صريفَ الأقلام))، قال ابنُ حزم وأنس بن مالك: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((فرض الله على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مَرَرْتُ على موسى - عليه السَّلام - فقال: ما فرض اللهُ على أُمَّتِك؟ قلت: فرض خمسين صلاة، قال: فارجع إلى ربِّك، فإنَّ أمتك لا تطيقُ ذلك، فرجعت فوضع شطرَها، فرجعت إلى موسى، قلت: وضع شطرَها، فقال: راجعْ ربَّك فإن أمَّتك لا تُطيق، فراجعت فوضع شطرَها، فرجعت إليه فقال: ارجعْ إلى ربِّك، فإنَّ أمَّتَك لا تُطيق ذلك، فراجعته، فقال: هي خمسٌ وهي خمسون لا يبدل القول لدي))؛ الحديث.
وفي عروج النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأرض إلى ما فوق السموات السبع، وما أكرمه الله به من الدُّنُو منه أبلغ رد على مَن زَعَم أنَّ معيةَ الله لخلقه مَعيَّة ذاتية، وكذلك في تردُّده - صلى الله عليه وسلم - بين ربِّه وبين مُوسى - عليه الصَّلاة والسلام - عِدَّة مرات حين كان موسى يقول له: ارجع إلى ربِّك، فاسأله التخفيف لأمتك، فيعرج به جبريلُ إلى الله فيسأله التخفيف لأمته حتى صارت إلى خمسِ صلوات، كلُّ ذلك يدُلُّ على إثبات العلوِّ لله - تعالى - وأنه بائن من خلقه، وفيه أبلغ رَدٍّ