السابعة، وعرش الرحمن - عزَّ وجلَّ - فوق الماء، والله - عزَّ وجلَّ - على العرش، والكرسي موضع قدميه، وهو يعلم ما في السموات والأرضين السبع وما بينهما، وما تحت الثَّرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة وشجرة، وكل زرع وكل نبات، ومسقط كل ورقة، وعدد كل كلمة، وعدد الحصى والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وأعمال العباد، وآثارهم وكلامهم وأنفاسهم، ويعلم كل شيء، لا يَخفى عليه من ذلك شيء، وهو على العرش فوق السماء السابعة، ودونه حجب من نور ونار وظلمة وما هو أعلم به.
فإن احتجَّ مُبتدع ومخالف بقول الله - عزَّ وجلَّ -: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}[ق: ١٦]، وبقوله:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ}[الحديد: ٤]، وبقوله:{مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ}[المجادلة: ٧] إلى قوله: {إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا}[المجادلة: ٧]، ونحو هذا من مُتشابه القرآن، فقل: إنَّما يعنى بذلك العلم؛ لأنَّ الله - تعالى - على العرش فوق السماء السابعة العُليا، ويعلم ذلك كله، وهو بائن من خلقه، لا يخلو من علمه مكان؛ انتهى.
فليتأمله المبتلى بِمُخالفة أهل السنة والجماعة حَقَّ التأمُّل، وليتق