للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَقَائِدُهُمْ أَنَّ الْإِلَهَ بِذَاتِهِ ... عَلَى عَرْشِهِ مَعْ عِلْمِهِ بِالْغَوَائِبِ

وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلاَّمة تقي الدين ابن الصلاح: هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث، وكذا أطلق هذه اللَّفظة أحمد بن ثابت الطَّرْقِي (١) الحافظ، والشيخ عبدالقادر الجيلي، والمفتي عبدالعزيز القحيطي وطائفة، والله - تعالى - خالقُ كلِّ شيء بذاته، ومُدبر الخلائق بذاته بلا مُعين ولا مؤازر، وإنَّما أراد ابنُ أبي زيد وغيره التفرقةَ بين كونه - تعالى - معنا، وبين كونه - تعالى - فوق العرش، فهو كما قال، ومعنا بالعلم، وأنَّه على العرش، كما أعلمنا حيث يقول: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: ٥]، وقد تلفَّظ بالكلمة المذكورة جماعةٌ من العلماء كما قدَّمناه، وبلا ريب أنَّ فضولَ الكلام تركُه من حسن الإسلام؛ انتهى كلام الذَّهبي، وقد ذكرت بعد تعقيبه على ذكر الذَّات في كلام أبي نصر السجزي أنَّ ذكر الذات ليس من فضول الكلام، وإنَّما هو من الإيضاح والتفريق بين عُلُو الله - تعالى - فوق عرشه بذاته، وبين معيته بالعلم مع الخلق.


(١) الطَّرْقي: بفتح الطاء وسكون الراء، وفي آخرها قاف نسبة إلى قرية كبيرة من بلد أصبهان، ذكر ذلك السمعاني في الأنساب، وابن الأثير وياقوت الحموي.

<<  <   >  >>