للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان أبرَّ الناس بأمه.

حازم بن حَرْمَلَة بن مسعود الغفاري، وقيل: الأسلمي، روي عنه حديث واحد، قال: مررت بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال لي: «يا حازم، أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة» (١).

حذيفة بن اليمان، صاحب سر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنافقين، خالط أهل الصُّفَّة مدة فنسب إليهم، وهو وأبوه من المهاجرين، فخيره النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وحالف الأنصار فعُد في جملتهم، كان بالفتن والآفات عارفًا، وعلى العلم والعبادة عاكفًا، وعن التمتُّع بالدنيا عازفًا، بعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة الأحزاب سرية وحده، وألبسه عباءته بعد أن كفي في سيره ريحه وبرده (٢).

حنظلة بن أبي عامر (غِسِّيل الملائكة)، استشهد بأحد، فقال عنه النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن صاحبكم حنظلة تغسله الملائكة، فسلوا صاحبته، فقالتْ: خرج وهو جنب لما سمع الهائعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذاك قد غسلته الملائكة» (٣).

خباب بن الأرَتّ التميمي نسبًا، الخزاعي ولاءً، أبو عبد الله، لحقه سباء في الجاهلية، فاشترته امرأة من خزاعة، وأعتقتْه، كان في الجاهلية قينًا يعمل السيوف بمكة، أسلم قديمًا، وكان من المستضعفين، وهو أول من أظهر إسلامه، وعذب عذابًا شديدًا لأجل ذلك، شهد بدرًا وما بعدها، ونزل الكوفة، مات بالكوفة منصرفُه من صفين سنة سبع وثلاثين، وهو ابن خمسين سنة (٤).

خبيب بن يساف (أو إساف) بن عتبة، أبو عبد الرحمن، تأخَّر إسلامه حتى خرج النبي


(١) سنن ابن ماجه، أبواب الأدب، باب ما جاء في «لا حول ولا قوة إلا بالله» (٤/ ٧٢٤) حديث رقم ٣٨٢٦.
(٢) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (١/ ٣٤٥).
(٣) المرجع السابق (١/ ٣٥٧).
(٤) الصُّفة دراسة تاريخية توثيقية، محمود محمد حمو، مجلة مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة العدد (٢٩) (ص ٢٢).