للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين أبي الدرداء، سئل عن نسبه، فقال: أنا سلمان ابن الإسلام، سكن الكوفة، وتوفي بالمدائن سنة خمس وثلاثين، في آخر خلافة عثمان - رضي الله عنه - (١).

شقران مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، اسمه صالح بن عدي، وكان عبدًا حبشيًّا لعبد الرحمن بن عوف، فأهداه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقيل: بل اشتراه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منه، فأعتقه بعد بدر، وكان فيمن حضر غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند موته، وكان يقول: أنا وضعت القطيفة تحت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في القبر، شهد بدرًا، وهو عبد، فلم يسهم له (٢).

صفوان بن بيضاء، أخو سهيل بن بيضاء، وبيضاء أمه، وأبوه وهب بن ربيعة القرشي الفهري، وصفوان من المهاجرين الأولين، شهد بدرًا، قيل: وقتل فيها شهيدًا، قتله طعيمة بن عدي، وقيل: إنه لم يقتل ببدر، وإنه مات سنة ثمان وثلاثين، بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - في سرية عبد الله بن جحش قِبَل الأبواء، فنزلت فيهم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ} (٣) (٤).

صهيب بن سنان الرومي، أبو يحيى، أحد السابقين إلى الإسلام، أسلم في دار الأرقْم بعد بضعة وثلاثين رجلًا، وكان من المستضعفين بمكة المعذبين في الله عزَّ وجلَّ، كان أبوه من أشراف الجاهليين، ولاه كسرى على الأبلة (البصرة)، وكانت منازل قومه في أرض الموصل، على شط الفرات مما يلي الجزيرة والموصل، وبها ولد صهيب، فأغارت الروم على ناحيتهم، فسبوا صهيبًا وهو صغير، فنشأ بينهم، فكان ألكن، واشتراه منهم أحد بني كلب، وقدم به مكة، فابتاعه عبد الله بن جدعان التيمي، ثم أعتقه، فأقام بمكة يحترف التجارة، إلى أن ظهر الإسلام، فأسلم، ولما هاجر إلى المدينة تبعه نفر من المشركين، فنثل كنانته، وقال لهم: يا معشر قريش، تعلمون أني من أرماكم، ووالله لا تصلون إليَّ حتى أرميكم بكل سهم معي، ثم أضربكم


(١) الطبقات الكبرى لابن سعد (٤/ ٧٥).
(٢) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٣/ ٣٥١).
(٣) سورة البقرة ٢١٨.
(٤) الطبقات الكبرى لابن سعد (٣/ ٤١٦).