للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسيفي ما بقي في يدي منه شيءٌ، فإن كنتم تريدون مالي دللتكم عليه، قالوا: فدلَّنا على مالك ونخلي عنك، فتعاهدوا على ذلك، فدلهم عليه، ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ربح البيع أبا يحيى» (١)، فأنزل الله عزَّ وجلَّ: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} (٢)، وشهد بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها، وتوفي في المدينة سنة ثمان وثلاثين للهجرة، وهو ابن سبعين سنة (٣).

عبادة بن قرص (وقيل: قرط) الكناني الليثي، سكن البصرة، روي عنه أنه قال: إنكم لتأتون أمورًا، هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات، قتله الخوارج بالأهواز، وهو عائد من الغزو، وذلك سنة إحدى وأربعين للهجرة (٤).

عبد الرحمن بن جبر، أبو عبس الأوسي الأنصاري، كان اسمه عبد العُزَّى، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين خنيس بن حذافة، شهد بدرًا وأحدًا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان فيمن قتل كعب بن الأشرف، مات بالمدينة سنة أربع وثلاثين وهو ابن سبعين سنة (٥).

عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، حليف أبي وداعة السهمي، كان اسمه العاصي، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، وهو ابن أخي محمية بن جزء الزبيدي، انتقل إلى مصر، ومات سنة سبع وثمانين، بعد أن عمي في آخر أيامه، وهو آخر من مات بمصر من الصحابة (٦).

عبد الله (وقيل: عمرو) بن أم مكتوم الأعمى القرشي، وهو ابن قيس بن زائدة بن الأصم، ويقال: كان اسمه الحصين، فسماه النبي - صلى الله عليه وسلم - عبد الله، أسلم قديمًا بمكة، وكان من المهاجرين الأولين، قدم المدينة قبل أن يهاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها، وكان يؤذن للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة مع


(١) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (٨/ ٣٦)، حديث (٧٣٠٨).
(٢) سورة البقرة: ٢٠٧.
(٣) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (١/ ١٥١).
(٤) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ١٦).
(٥) حلية الأولياء لأبي نُعَيْم الأصبهاني (٢/ ٨).
(٦) الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (٤/ ٤٦).