فلا نزال في «نعبُد» و «نعبِد» حتى ينتهي الدرس، ولا يلفظونها إلاّ بالكسر لأنهم حفظوها من السنة الأولى خطأ.
* * *
ولا أزال في هذا البلاء بياضَ نهاري، ولا يأتي المساء وفيّ بقية من عقل أو أثر من قوة. ثم لا أنا أرضيت الوزارة، ولا أنا نفعت أبناء المسلمين، ولا أنا انصرفت إلى مطالعاتي وكتابتي.
وهذه مكتبتي لم أدخلها منذ أول العام المدرسيّ، وهذه مشروعات المقالات والبحوث التي أكتبها، وهذه مسوَّدات الكتاب الجديد الذي أؤلفه مبثوثة في جوانب الغرفة، ضائعة مهملة. أفتلومني -بعد- على أني لا أجوِّد في هذه الأيام؟
قلت: هذه والله حالي فلست ألومك، فرَّجَ الله عني وعنك (١)!
* * *
(١) في هذا الحوار الخيالي وصَفَ علي الطنطاوي نفسه؛ فهو السائل وهو المسؤول، وذلك في زفرة من زفرات تلك الأيام التي حُكم عليه فيها بأن يكون معلم صبيان! انظر أخبارها في الجزء الثاني والجزء الثالث من «ذكريات علي الطنطاوي» (مجاهد).