ظهر بين المسلمين وأهل الذمة.
وكلما كانت الخلافة العباسية تتقدم نحو الشيخوخة, كان هذا التعصب يشتد لهيبة ويستعر أواره.
الحالة العلمية:
رغم الحروب والفتن التي سادت العراق إبان ذلك القرن, فقد كانت الحياة العلمية قائمة, ومزدهرة, وكان العلماء يمارسون نشاطهم العلمي ويؤدون مهامهم الثقافية والدينية, وكان من نتائج ذلك: أن ظلت المعارف رائجة والعلوم منتشرة وبخاصة علوم اللغة العربية, فإنها لقيت عناية كبيرة باعتبارها لغة القرآن المجيد والسنة النبوية الشريفة, وأنها اللغة الرسمية للدولة.
ومن أوضح مظاهر ازدهار المعارف وانتشار العلوم في هذه الفترة: بقاء المدارس تؤدي أغراضها العلمية مثل: المدرسة المستنصرية التي أنشأها الخليفة العباسي المستنصر بالله جعفر المنصور بن الظاهر بأمر الله, فقد بدأ في تشييد هذا الصرح عام (٦٢٥ هـ) أي بعد تولية الخلافة بسنتين وهذه المدرسة قد احتضنت النحو واحتفت به أيما احتفاء, وإن كان لم يجعل له فيها جناح خاص به كبقية علوم تلك المدرسة, وما ذلك إلا لأنه كان قاسمًا مشتركًا بين جميع الفروع والأقسام العلمية فيها دون استثناء. وهذا يترجم عن مدى العناية به ومبلغ الاهتمام بدراسته.
ومن هذه المدارس أيضًا: المدرسة النظامية, والمدرسة البشرية, ومدرسة القلعة بأربل, وغير هذه المدارس كثير, وكانت هناك أيضًا الرباطات ومشيخاتها.
ومن المدن العراقية التي راجت فيها الحركة العلمية رغم ما كان ينزل بها من زوابع ويحل بها من اضطرابات وعوائل: إربل, والموصل, وسوف نورد تعريفًا موجزًا عن هاتين المدينتين, وقد خصصتهما بالذكر دون غيرهما باعتبارهما مولد ومنشأ ابن الخباز موضوع دراستنا.
إربل:
قال ياقوت: قال الأصمعي: الربل ضرب من الشجر إذا برد الزمان عليه وأدبر