[باب: (ذكر الجمع)]
قال ابن جني: اعلم أن الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف, وهو على ضربين: جمع تصحيح, وجمع تكسير. فجمع التصحيح, ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه, وهو على ضربين: جمع تذكير, وجمع تأنيث.
ــ
= وللمثنى في الإضافة أربعة أحوال: الأولى: ثبوت ألفه إذا كان بعدها متحرك كقولك: قام غلاما زيد, الثانية: حذفها إذا كان بعدها ساكن كقولك: قام غلاما لأمير. الثالثة: إثبات الياء إذا كان بعدها متحرك كقولك: رأيت غلامي زيد. الرابعة: كسرها إذا لقيها ساكن كقوله تعالى: {يصحبي السجن} وتشديد الياء لحن.
(ذكر الجمع)
قال ابن الخباز: (الجمع): عبارة عن ضم مفرد إلى أكثر منه, وهو أولى بالمجيء في الكلام من التثنية, لأن عدته أكثر من عدتها فلو لم تجئ بصيغته لافتقرت إلى ذكره ثلاثة مرات وأكثر من ذلك, ألا ترى أنك لو قلت: قبضت دراهم, وكانت عشرة فلم تأت بصيغة الجمع احتجت إلى المفرد عشر مرات؟ .
وإنما اختص بالأسماء, لأنها محتاجة إليه, لأن الاسم المفرد لا يدل على أكثر من نفسه كرجل وفرس. ولم تجمع الأفعال, لأن فائدة الجمع التكثير, وذلك حاصل من الفعل تقول: قام زيد وإن كان قد قام ألف مرة. ولم تجمع الحروف, لأن الجمع ضرب من التصريف, والحروف لا تصرف, وإن شئت قلت: الحروف نائبة عن الأفعال, والأفعال لا تجمع فكذلك نائبها.
وانقسامه إلى جمع تصحيح, وجمع تكسير ضروري, لأن بناء الواحد ونظمه إن بقيا / في الجمع فهو التصحيح, وأن لم يبقيا فهو التكسير. ومعنى النظم: أن نظم ١٤/أجعفر: جيم وعين وفاء وراء, وبناؤه فعلل, فالجيم مفتوحة, والعين ساكنة, والفاء مفتوحة, والراء حرف إعراب لا عبرة بحركتها, فإذا قلت: جعفرون أو جعفرين, فالنظم والبناء باقيان, وإذا قلت: جعافر, فقد زال النظم لفصل الألف بين العين والفاء, وزال البناء, لأن العين صارت مفتوحة والفاء صارت مكسورة.