[باب: (كان وأخواتها)]
قال ابن جني: وهو كان وصار وأمسى وأصبح وظل وبات وأضحى, وما دام, وما زال, وما انفك, وما فتئ, وما برح, وليس, وما تصرف منهن, وما كان في معناهن مما يدل على الزمان المجرد من الحدث, فهذه الأفعال كلها تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ ويصير اسمها, وتنصب الخبر ويصير خبرها, واسمها مشبه بالفاعل, وخبرها مشبه بالمفعول تقول: كان زيد قائمًا, وصار محمد كاتبًا, وأصبح الأمير مسرورًا, وظل جعفر جالسًا, وبات أخوك لاهيًا, وما دام سعيد كريمًا, وما زال أبوك عاقلًا, وما أنفك قاسم مقيمًا, وما فتئ عمرو جاهلًا, وليس الرجل حاضرًا. وكذلك ما تصرف منها, تقول: يكون أخوك. منطلقًا, وليصبحن الحديث شائعًا.
ــ
(باب كان وأخواتها)
قال ابن الخباز: إنما قدم باب كان, لأنها أفعال, وهي أقوى من إن وأخواتها في العمل, لأن تلك حروف. والدليل على أنهن أفعال حسن علامات الأفعال فيها تقول: قد كان وسيكون, وسوف يكون ولم يكن, وتصرف منها المضارع والأمر واسم الفاعل, كقولك: أصبح يصبح, وأصبح, مصبح, وعبر الزجاجي عنها بالحروف, وذلك يجوز, لأن الحرف في الأصل قطعة من الشيء, وهذه طائفة من الكلم.
وإنما بدأ بكان لأنها أعم الأفعال, لأن كل شيء داخل تحت الكون, وإنما عملت هذه الأفعال, لأنها أشبهت الأفعال الحقيقية بالفعلية. وتسمى هذه الأفعال ناقصة, لأنها لا تستغنى بالمرفوع. وفائدة دخولها على الجملة (أنها) تضمنها =