[باب: (المفعول فيه وهو الظرف)]
قال ابن جني: اعلم أن الظرف: كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد فيه معنى «في» وليست في لفظه كقولكك قمت اليوم, وجلست مكانك, ومعناه: قمت في اليوم, وجلست في مكانك.
فإن ظهرت «في» في اللفظ كان ما بعدها اسمًا صريحًا, وصار التضمين لفي تقول: سرت في يوم الجمعة, وجلست في الكوفة, والظرف على ضربين: ظرف زمان, وظرف مكان.
ــ
(باب المفعول فيه وهو الظرف)
قال ابن الخباز: (اعلم أن الظرف: كل اسم من أسماء الزمان أو المكان يراد فيه معنى في وليست في لفظه) وإنما لزم أن يكون اسمًا, لأنه مفعول, والمفعول لا يكون إلا اسمًا. وإنما لزمه أن يكون زمانًا أو مكانًا, لوجهتين: أحدهما: أنهما عامان للأشياء من الأعيان والأحداث. والثاني: أن الفعل يدل على الزمان بصيغته, وعلى المكان بالالتزام.
وإنما اعتبر بفي, لأنها الحرف الموضوع للظرفية. وإنما لزم سقوطها من اللفظ, لأنها لو ظهرت لجرت ما بعدها فصار بمنزلة غيره مما تعدى إليه الفعل بحرف الجر. ٥١/أوالبصريون/ يسمون أسماء الزمان والمكان ظروفًا, قال الأصمعي: أنا نبهت الخليل على تسمية هذه الأسماء ظروفًا, لأني قلت له: إذا كان الشيء وعاء لغيره فما يسمى؟ 'فقال: طرفًا. ويسميها الكوفيون: المحال والأوعية. وهذا النزاع اصطلاحي ولا منافاة بين التسميتين.
وقد جاءت ظروف من غير أسماء الزمان والمكان, كقولهم: حقًا أنك ذاهب, =