قال الشيخ الإمام العالم حجة العرب شمس الدين أبو العباس أحمد بن الحسين بن أحمد النحوي المعروف بائن الخباز أدام الله توفيقه وأطال بقاءه: أحمد الله على توفيقه وتشديده ومنه علينا بأن جعلنا من أهل توحيده, وأسأله من فضله الجزيل أبلغ مزيده, وأصلي على نبيه محمد الصادق في وعوده, والناطق بجامع الكلم وسديده, وعلى آله المجتهدين في بناء الدين وتشييده, صلاة دائمة ما تلفع عارض ببروده, واختال بين بروقه ورعوده, وسبح لله ملك في ركوعه وسجوده.
أما بعد:
فإن جماعة من حفظه كتاب اللمع في النحو لأبي الفتح عثمان بن جني رحمه الله أطمعهم فيه صغر حجمه, وآيسهم منه عدم فهمه, وذلك لأن الكتب المصنوعة لتفسير منها الكبير الممل, ومنها الصغير المخل, والمتوسط بينهما إما يفقد وإما يقل, فضمنت لهم إملاء مختصرًا أقتصر به على توجيه مسائله, وتبليغ وسائله, وكلما مررت ببيت ذكرت إعرابه, أو بلفظ لغوي جليته تجلية تزيل استغرابه, وقد سميته «توجيه اللمع» وعللت فيه المسائل جمع, نفعنا الله وإياهم بالعلم والعمل, ووفقنا لما يرضيه ويزلفنا عنده إنه الجواد الكريم.