قال ابن جني: اعلم أن حتى في الكلام على أربعة أضرب: تكون غاية فتجر الأسماء على معنى إلى, وتكون عاطفة كالواو ويبتدأ بعها الكلام. ويضمر بعدها أن فتنصب الفعل المستقبل على أحد معنيين: معنى «كي» ومعنى إلى أن, تقول إذا كانت غاية: قام القوم حتى زيد, ورأيت القوم حتى بكر. ومررت بالقوم حتى جعفر. وإذا كانت عاطفة قلت: قام القوم حتى زيد, ورأيت القوم حتى زيدًا, ومررت بالقوم حتى زيد.
ــ
= الحمقى لاقتضى اختصار هذا الكتاب الإضراب عن الإطالة - والله أعلم.
(باب حتى)
قال ابن الخباز: كل العرب يقول: حتى بالحاء إلا هذيلًا فإنهم يقولون: [عتى] و [كان] ابن مسعود يقرأ: {عتى حين} فنهاه عمر رضي الله عنه. وذكر أبو الفتح أنها تستعمل في الكلام على أربعة أضرب: حرف جر, وعاطفة, وحرف ابتداء, وناصبة للفعل المضارع, وهذا التقسيم بناء على الظاهر, لأن ناصبة الفعل المضارع جارة على مذهبه, ومذهب سائر البصريين. والقول أنها على ثلاثة أضرب: جارة, وعاطفة, وحرف ابتداء, وكذلك قسمها أبو علي في الإيضاح. ومعناها انتهاء الغاية. وهي من الكلم اللوازم للحرفية.
واعلم أنها غير أصلية في الجر, لأنها تدخل على المفردات, وعلى الجمل, وشأن حرف الجر أن يلزم المفردات. وإنما جرت الأسماء تشبيها بإلى, لأنها مثلها في المعنى.
ولا يخلو المجرور بها من قسمين: أحدهما: أن يكون آخر جزء مما قبلها =