[باب: (الحكاية)]
قال ابن جني: إذا استفهمت «بمن» عن الأعلام والكنى, فإن رفعت, كان على الظاهر, وإن شئت حكيت الإعراب, إذا قال: رأيت زيدًا, قلت: من زيد؟ وإن شئت من زيدًا, وإذا قال: مررت بزيد, قلت: من زيد؟ وإن شئت من زيد, وإذا قال لقيت أبا محمد, قلت: من أبو محمد؟ وإن شئت: من أبا محمد؟ ولو قال: رأيت أخاك, أو كلمت غلامك, أو نحو ذلك, لرفعت فقلت: من أخوك؟ ومن غلامك؟ لأنأخاك وغلامك ليسا علمين ولا كنيتين.
فإن عطفت فقلت: ومن زيد؟ أو فمن زيد؟ رفعت مع العطف ألبتة.
ــ
(باب الحكاية)
قال ابن الخباز: وهي من قولك: حاكيت الشيء إذا شاكلته, وبهذا المعنى هي عند النحويين قال صاحب الكشاف: الحكاية: أن تجيء بالقول على استبقاء سيرته الأولى.
ووقعت الحكاية في كلام العرب بعد ثلاثة أشياء: من, وأي, وفعل الول وتصاريفه, هذا هو الأكثر, وقد حكوا الجمل المسمى بها, لإلم يغيروها, قال رؤبة:
٥١٣ - سميتها إذ ولدت تموت ... والقبر صهر ضامن زميت
وأجروا سمعت مجرى قلت, لأن المسموع يحكى كالمقول قال ذو الرمة:
٥١٤ - سمعت الناس ينتجعون غيثا ... فقل: لصيدح انتجعي بلالا