للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[باب: (القسم)]

قال ابن جني: / اعلم أن القسم ضرب من الخبر, يذكر ليؤكد به خبر آخر, ٤٩/أوالحروف التي يصل بها القسم إلى المقسم به ثلاثة وهي: الباء, والواو, والتاء. فالباء هي الأصل, والواو بدل منها, والتاء بدل من الواو, والباء تدخل على كل مقسم به مظهرًا كان أو مضمرا, فالمظهر نحو قولك: بالله لأقومن, والمضمر / نحو قولك: به لأنطلقن, أنشد أبوزيد: ٤٩/ب

ألا نادت أمامة باحتمال ... لتحزنني فلا بك من أبالي

والواو تدخل على المظهر دون المضمر تقول: «والله لأذهبن وأبيك لأنطلقن».

ــ

(باب القسم)

قال ابن الخباز: القسم: اسم للمصدر الذي هو الإقسام, وليس بمصدر, لأن المصدر أقسم إقسامًا, وقد استعمل في موضعه, قال أبو خراش الهذلي:

٣٩١ - قد كنت أقسمت فتثبت القسم

والقسم ضرب من الخبر, لأنه جملة من فعل وفاعل كقولك: حلفت بالله أو من مبتدأ وخبر كقولك: علي عهد الله, وإنما يؤكد (به) لتوكيد جملة المحذوف عليه, لأن المخبر إذا أخبر بجملة موجبة أو منفية وخاف أن يظن به الكذب أقسم بمن يعظم في اعتقاده, على أن الأمر كما ادعى من إيجاب أو نفي, وصناعة الإعراب تسوغ الحلف بكل اسم يجوز دخول حروف القسم عليه, كقولك, والله وأبيك, وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تحلفوا بآبائكم وأمهاتكم / ولا تحلفوا ١٥٥/أبالله إلا وأنتم صادقون» وقيل: مما عوقبت به السحرة بإبطال سحرها قولهم:

<<  <   >  >>