قال ابن جني: فإن كان الفاعل مؤنثًا جئت في الفعل بعلامة التأنيث, تقول: قامت هند, وقعدت جمل, فالتاء علامة التأنيث, فإن كان التأنيث غير حقيقي كنت في إلحاق العلامة وتركها مخيرًا, تقول, حسنت دارك, واضطرمت نارك, وإن شئت حسن واضطرم, إلا أن إلحاقها أحسن من حذفها, فإن فصلت بين الفعل والفاعل ازداد ترك العلامة حسنًا, تقول: حسن اليوم دارك, واضطرم الليلة نارك, وقد يجوز مع الفصل تذكير الفعل مع التأنيث الحقيقي قال الشاعر:
إن أمرأ غره منكن واحدة ... بعدي وبعدك في الدنيا المغرور
/ ولم يقل: غرته, ولك في كل جماعة تذكير فعلها وتأنيثه, تقول: قام الرجال, ١٠/أوقامت الرجال, وقام النساء, فمن ذكر أراد الجمع, ومن أنث أراد الجماعة.
ــ
قال ابن الخباز: وإن كان الفاعل مؤنثًا لم يخل من أن يكون حقيقيًا أو غير حقيقي, والمذكر كذلك أيضًا حقيقي وغير حقيقي / فالمذكر الحقيقي: ما كان يازائه ٢٧/ب أنثى من الحيوان كالرجل والحمار والجمل والحمل. والمذكر غير الحقيقي: ما لم يكن حيوانًا كحجر وثوب. والمؤنث الحقيقي: ما كان يازائه مذكر من الحيوان كالمرأة, والأتان, والناقة, والرحل والحقيقي أقوى, لأنه خلقى, فإن كان الفاعل مؤنثًا حقيقيًا وجب إلحاق التاء بالفعل الماضي المسند إليه, كقولك: قامت هند وقعدت جمل. وإن كان الفعل مضارعًا وجب مجيء التاء في أوله, كقولك: تقوم هند وتقعد جمل, وأصل إلحاق التاء إرادة الدلالة على تأنيث الفاعل, وعلة وجوبها: كون التأنيث حقيقًا غير زائل. وسألت شيخنا رحمه الله فقلت له: هلا اكتفوا بتأنيث الفاعل؟ فقال: هذا لا يستقيم, لأن المذكر قد يسمى بالمؤنث. قال الشاعر:
٢٣ - تجاوزت هندًا رغبة عن قالته ... إلى مالك أغشو إلى ذكر مالك =