قال ابن جني: فإذا اجتمع في الكلام معرفة ونكرة جعلت اسم كان المعرفة وخبرها النكرة تقول: كان عمرو كريمًا, ولا يجوز كان كريم عمرًا إلا في ضرورة الشعر, قال القطامي:
ففي قبل التفرق يا ضباعا ... ولا يك موقف منك الوداعا
فجعل موقفًا وهو نكرة اسمها والوداع - وهو معرفة - خبرها. فإن كانا جميعًا معرفتين / كنت فيهما مخيرًا أيهما شئت جعلته اسم كان, وجعلت ١١/ب الآخر الخبر تقول: كان زيد أخاك, وإن شئت كان أخوك زيدًا.
ــ
= وقوله: (وما كان في معناهن) قد جاءت ستة أفعال أجرتها العرب مجرى كان في رفع الاسم ونصب الخبر, وهي بمعنى صار, وهي: آض, وعاد, وغدا, وراح, وجاءت, وقعدت, قال الله عز وجل: {فتقعد مذمومًا مخذولا} أي: تصير. وقالت الخوارج لابن عباس: «ما جاءت حاجتك» تقديره: أية حاجة صارت حاجتك.
/ وقال المرقش الأكبر: ... ٣٣/أ
٤٢ - فاض به جذلان ينقص رأسه ... كما آض بالنهب الكمي المحالس
وقال ربيعة بن مقروم الصبي:
٤٣ - فدارت رحانا بفرسانهم ... فعادوا - كأن لم يكونوا - رميما
فرميما خبر عادوا, ويكونوا تامة, والمعنى عليه.
قال ابن الخباز: وحال الاسم والخبر في التقسيم إلى المعرفة والنكرة في هذا =