. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= ٥٨ - وأنا النذير بحرة مسودة ... تصل الجيوش إليكم أقوادها
أبناؤها متكنفون أباهم ... حنقوا الصدور وما هم أولادها
ويجوز: ما زيد بجبان ولا بخل بجر بخيل ونصبه كما جاز في / ليس, والمعنى ٣٦/ب لا يختلف, وتقول: ما أنت كزيد ولا شبيه به, فتجر شبيهًا وتنصبه, والمعنى مختلف.
ويبطل عمل «ما» بأمرين: أحدهما: دخول إلا في الخبر. وتقول: ما زيد إلا قائم, وفي التنزيل: {وما أمرنا إلا واحدة} وذلك لأن إلا قلبت الكلام إيجابًا فزال النفي الذي أشبهت به «ما» ليس, فأما قول الشاعر:
٥٩ - وما الدهر إلا منجنونًا بأهله ... وما طالب الحاجات إلا معذبًا
فإنه نصبهما مصدرين.
الثاني: تقديم الخبر, كقولك: ما قائم زيد, وذلك لأن «ما» حرف, وليس للحرف من التصرف ما للفعل, فأما قول الفرزدق:
٦٠ - فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ... إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
ففيه أربعة أوجه: أحدها: أن مثلهم مبني كقوله تعالى: {لقد تقطع بينكم}
والثاني: أنه صفة نكرة تقدم عليها فنصب على الحال والخبر محذوف.
والثالث: أنه على لغة أهل الحجاز, والفرزدق غلط بتقديم الخبر.
والرابع: أن مثلهم ظرف فكأنه قال: وإذ ما إزاءهم بشرُ. وهذا قول الكوفيين.