واختلف الخليل وسيبويه في ناصب المصدر ها هنا, فذهب الخليل إلى أن ناصبه الفعل المذكور, لأنه في معنى فعله المشتق منه, فإذا قلت: أبغضته كراهية, فكأنك قلت: كرهته كراهية. وذهب سيبويه إلى أن ناصبه فعل من لفظه حذف للدلالة عليه, لأنك لما قلت: أبغضته دل على أنك تكرهه, لأن الأصل في المصدر أن ينصبه فعله, ويقوي قول سيبويه رحمه الله قول المتنخل الهذلي:
٨٣ - السالك الثغرة اليقظان كالئها ... مشى الهلوك عليها الحيعل الفضل
قاليقظان صفة للسالك, فلو كان مشى الهلوك منصوبًا (به) لكان الموصول موصوفًا قبل تمامه.
ولا يجوز: مررت بالمضاربين الظرفين زيدًا, وإنما يجوز: مررت بالضربين زيدًا الظريفين.